الفصل الأول اللغة
  ورواية عن مالك وهو الأرجح عندنا، وعند أكثر أئمتنا $ والشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ورواية عن مالك: لا يجب ردها بالعلامة ولا يجب إلا بالبينة.
  وجه قولنا: أن أكثر أحكام الشرع صادرة عن الظن الحاصل عن الأمارة، والعلامة مثيرة للظن، ويدل على قولنا قوله ÷: «اعرف عفاصها ووكاها» فدل أمره ÷ بحفظ عفاصها ووكاها ليكون علامة لملتقطها يستدل به على صدق أهلها ولتمييزها عن ماله إن كان له من جنس اللقطة، والمخالف يقول: إنما أمر بالحفظ لتميز عن ماله ويحتجون بقول النبي ÷ «البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه» وهذا مدّع(١) فيلزمه البينة والعلامة ليست ببينة
الآية الخامسة [في جواز تزكية النفس عند المصلحة الدينية]
  قوله تعالى: {اَ۪جْعَلْنِے عَلَيٰ خَزَآئِنِ اِ۬لْأَرْضِ إِنِّے حَفِيظٌ عَلِيمٞ ٥٥}.
الفصل الأول اللغة
  الخزائن: جمع خزانة، وهو ما يخزن فيه، والحفيظ: المحافظ.
الفصل الثاني: المعنى:
  قوله: {اَ۪جْعَلْنِے عَلَيٰ خَزَآئِنِ اِ۬لْأَرْضِ} يريد أراضي مملكته وهي ديار مصر.
  قوله: {إِنِّے حَفِيظٌ عَلِيمٞ ٥٥} معناه حفيظ لمن لا يستحقها عليم بوجوه التدبير فيها ذكره قتادة وابن إسحاق وأبو علي، وقيل: عليم بوجوه متصرفاتها ذكره الزجّاج، وقيل: كاتب حاسب، وقيل: حافظ للحساب وعليم بالألسن، وقيل: حفيظ بتقديره في هذه السنين، عليم بوقت الجوع حين يقع، ذكره الكلبي.
  فإن قيل: كيف مدح نفسه؟
  فالجواب: أن ذلك جائز إذا لم يكن فيه استطالة وعزة وكبر وقد فعل ذلك رسول الله ÷ حيث قال: «أنا خير ولد آدم ولا فخر»، وكذلك أمير
(١) في المخطوط: مدعي.