المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: النزول

صفحة 352 - الجزء 1

  كل خليل كنت خاللته ... لا ترك الله له واضحه

  كلهم أخبث من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحه

الفصل الثاني: النزول

  قال جابر بن عبد الله: مرضت فعادني رسول الله ÷ ومعه أبو بكر فأغمي عليّ، فدعا بماء وصبّه عليَّ، فلما أفقت قلت: يا رسول الله [صلى الله عليك⁣(⁣١)] أوصي في مالي كيف أصنع في مالي؟ فنزلت آية المواريث.

  وقال عطاء: استشهد سعيد بن الربيع يوم أحد وترك ابنتين وامرأة وأخاً، فأخذ الأخ المال، فأتت المرأة إلى رسول الله ÷ وقالت: هاتان ابنتا سعيد وإن سعيداً قتل وإن عمهما أخذ مالهما، فقال رسول الله ÷: «ارجعي فلعل الله [تعالى] سيقضي في ذلك» فأقامت حيناً ثم عادت وبكت، فنزلت الآية.

  وقيل: إن الجاهلية كانوا لا يقسمون الميراث بين أولاد الميت بل يجعلونه لمن يقاتل ويحارب ويذب عن الحريم، فنزلت الآية، وقيل: كان الميراث في الجاهلية بالقوة فيورثون الرجال دون النساء والأطفال حتى جاء الإسلام ثم كان الميراث في ابتداء الإسلام بالمعاقدة وفيه نزل قوله: {وَالذِينَ عَٰقَدَتْ أَيْمَٰنُكُمْ فَـَٔاتُوهُمْ نَصِيبَهُمْۖ}⁣[النساء ٣٣]، ثم صارت بالهجرة ثم نسخ الجميع بآية المواريث ونصت⁣(⁣٢) الآية بميراث النسب والسبب.

الفصل الثالث المعنى

  قوله تعالى: {۞يُوصِيكُمُ اُ۬للَّهُ} معناه يأمركم أو يفرض عليكم.

  قوله: {فِے أَوْلَٰدِكُمْۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ اِ۬لْأُنثَيَيْنِۖ} وفيه حذف تقديره يوصيكم الله في توريث أولادكم، وقيل: يوصيكم الله فيمن مات وترك أموالاً


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) قال في هامش الأصل: لعله: وقضت.