الفصل الثاني: النزول
  كل خليل كنت خاللته ... لا ترك الله له واضحه
  كلهم أخبث من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحه
الفصل الثاني: النزول
  قال جابر بن عبد الله: مرضت فعادني رسول الله ÷ ومعه أبو بكر فأغمي عليّ، فدعا بماء وصبّه عليَّ، فلما أفقت قلت: يا رسول الله [صلى الله عليك(١)] أوصي في مالي كيف أصنع في مالي؟ فنزلت آية المواريث.
  وقال عطاء: استشهد سعيد بن الربيع يوم أحد وترك ابنتين وامرأة وأخاً، فأخذ الأخ المال، فأتت المرأة إلى رسول الله ÷ وقالت: هاتان ابنتا سعيد وإن سعيداً قتل وإن عمهما أخذ مالهما، فقال رسول الله ÷: «ارجعي فلعل الله [تعالى] سيقضي في ذلك» فأقامت حيناً ثم عادت وبكت، فنزلت الآية.
  وقيل: إن الجاهلية كانوا لا يقسمون الميراث بين أولاد الميت بل يجعلونه لمن يقاتل ويحارب ويذب عن الحريم، فنزلت الآية، وقيل: كان الميراث في الجاهلية بالقوة فيورثون الرجال دون النساء والأطفال حتى جاء الإسلام ثم كان الميراث في ابتداء الإسلام بالمعاقدة وفيه نزل قوله: {وَالذِينَ عَٰقَدَتْ أَيْمَٰنُكُمْ فَـَٔاتُوهُمْ نَصِيبَهُمْۖ}[النساء ٣٣]، ثم صارت بالهجرة ثم نسخ الجميع بآية المواريث ونصت(٢) الآية بميراث النسب والسبب.
الفصل الثالث المعنى
  قوله تعالى: {۞يُوصِيكُمُ اُ۬للَّهُ} معناه يأمركم أو يفرض عليكم.
  قوله: {فِے أَوْلَٰدِكُمْۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ اِ۬لْأُنثَيَيْنِۖ} وفيه حذف تقديره يوصيكم الله في توريث أولادكم، وقيل: يوصيكم الله فيمن مات وترك أموالاً
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) قال في هامش الأصل: لعله: وقضت.