المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى: [حل الرفث إلى النساء والأكل والشرب ليلة الصيام]

صفحة 105 - الجزء 1

  قوله: {عَلِمَ اَ۬للَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ} قيل: تظلمون أنفسكم ذكره ابن عباس. وقيل: تخونون [أنفسكم⁣(⁣١)] في الجماع؛ لأنه الذي سبق ذكره في الآية وتأخر فلا بد أن يكون وقع من بعضهم الجماع على وجه محظور فخان نفسه في ذلك. وقيل: تفعلون ما يضركم على وجه المساترة عن غيركم، وقيل: خنتم أنفسكم من حيث فَوَّتُّم ثوابه.

  قوله: {فَتَابَ عَلَيْكُمْۖ} معناه: تبتم فقبل توبتكم. وقيل: رحمكم بأن رخص لكم وأباح لكم ما كان محرماً. وقيل: لطف [بكم⁣(⁣٢)] حتى تبتم.

  قوله: {وَعَفَا عَنكُمْۖ} قيل: رخص ووسع عليكم. وقيل: غفر ذنبكم وصفح عنه.

  قوله: {فَاءَلْٰنَ بَٰشِرُوهُنَّ} قيل: جامعوهن، عن جماعة [من⁣(⁣٣)] المفسرين. وقال الأصم: الجماع فما دونه.

  قوله: {وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اَ۬للَّهُ لَكُمْۖ} قيل: ليلة القدر، عن ابن عباس ومعاذ. وتقديره: كما أباح الله لكم المباشرة في الليل شرع عليكم العبادة ابتغاء هذه الليلة الشريفة في هذا الشهر الكريم. وقيل: ابتغوا هذا المباح وهو الجماع، ذكره قتادة وابن زيد، كأنه قال: ابتغوا ما كتب الله لكم إباحته. وقيل: ابتغوا بالمباشرة الأولاد.

  قوله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ} أباحهما كما أباح الجماع؛ لأن الحظر كان شاملاً للجميع.

  قوله: {حَتَّيٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ اُ۬لْخَيْطُ اُ۬لْأَبْيَضُ مِنَ اَ۬لْخَيْطِ اِ۬لْأَسْوَدِ} فالخيط الأبيض كناية عن بياض أول النهار والخيط الأسود كناية عن سواد آخر الليل،


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) الذي في الأصل: لكم، وما أثبتناه من (ب.

(٣) ما بين المعقوفين من (ب).