المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

[النفر من منى]

صفحة 172 - الجزء 1

  وحجتنا: أن الوجوب يحتاج إلى دليل، والأصل براءة الذمة.

[النفر من منى]

  الثالثة: أن من أحب تعجيل النفر كما ذكر الله رمى بعد الزوال من اليوم الثاني من أيام التشريق ثم ينفر فإن جلس إلى طلوع الفجر من اليوم الثالث لزمه الرمي ذلك اليوم وهو قول الحنفية. وعند الشافعي إذا غربت الشمس من اليوم الثاني لم يجز له النفر حتى يرمي في اليوم الثالث وقد ذكرناه فيما تقدم وذكرنا الحجة في ذلك.

الآية الحادية والثلاثون: [في الجهاد]

  قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ اُ۬لْقِتَالُ وَهْوَ كُرْهٞ لَّكُمْۖ وَعَسَيٰ أَن تَكْرَهُواْ شَئْاٗ وَهْوَ خَيْرٞ لَّكُمْۖ وَعَسَيٰ أَن تُحِبُّواْ شَئْاٗ وَهْوَ شَرّٞ لَّكُمْۖ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَۖ ٢١٤}⁣[البقرة].

الفصل الأول: اللغة:

  الكره: ما يثقل على النفوس ويشق بها. [والشر نقيض الخير⁣(⁣١)]، والخير: هو النفع الحسن، والخير: هو المال، ومنه: {إِن تَرَكَ خَيْراً اِ۬لْوَصِيَّةُ}. وقيل: الخير موضع في الجنة، [فيقال: جزاك الله خيرا⁣(⁣٢)] والله أعلم.

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ} معناه: فرض عليكم الجهاد في سبيل الله وأنتم تكرهونه كراهة طباع. وقيل: مكروه لكم قبل أن يكتب [عليكم⁣(⁣٣)] لا بعده. وقيل: كرهٌ معناه: شديد.


(١) في (ب): والشر والخير نقيضان.

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).

(٣) ما بين المعقوفين من (ب).