الفصل الثالث: المعنى: [المحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى]
الفصل الثالث: المعنى: [المحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى]
  قوله تعالى: {حَٰفِظُواْ عَلَي اَ۬لصَّلَوَٰتِ} معناه: داوموا عليها، وقيل: حفظها: تمام أركانها ومواقيتها.
  قوله: {وَالصَّلَوٰةِ اِ۬لْوُسْطَيٰ} خص الله الصلاة الوسطى تعظيماً لشأنها وهو مثل قوله تعالى في جبريل وميكائيل: {مَن كَانَ عَدُوّاٗ لِّلهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰٓئِلَ}[البقرة: ٩٧].
  واختلفوا في معنى الوسطى، فأكثر المفسرين على أنه الأوسط. وقيل: الوسطى: العظمى والكبرى، ذكره أبو مسلم.
  واختلفوا في الوسطى، فقيل: الوسطى: هي الظهر، وهذا هو قول القاسم والهادي والناصر وأبي العباس وأبي طالب $، وهو قول أبي حنيفة وأصحابه، وروي ذلك عن زيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري وأسامة وعائشة وابن عمر. وذهب المؤيد بالله إلى أنها صلاة العصر، وروي ذلك عن علي #، وابن عباس وابن مسعود وأبي هريرة والحسن والنخعي وقتادة والضحاك، ورواية عن أبي حنيفة، وروي مرفوعاً رواه علي # وعائشة وحفصة، وروي عن محمد بن منصور: هي صلاة الفجر روى ذلك عن جابر ومعاذ وعطاء وعكرمة ومجاهد، وهو قول الشافعي. وقيل: إنها المغرب، عن قبيصة بن ذؤيب. وقيل: صلاة العشاء الأخيرة(١). وقيل: إحدى الصلوات ولا تعرف بعينها. والهادي # قد روى عن أمير المؤمنين # أن الصلاة الوسطى هي الجمعة يوم الجمعة والظهر في سائر الأيام، وهو مذهبه.
  والقائل بأنها إحدى الصلوات ولا تعرف بعينها هو الربيع بن خثيم وأبو بكر الوراق، وقد تعارضت الرواية عن أمير المؤمنين # في الظهر والعصر، والله
(١) في (ب): الآخرة.