الفصل الأول: اللغة
الآية الثالثة عشرة: [في معاملة الزوجة الناشزة]
  قوله تعالى: {وَالَّٰتِے تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِے اِ۬لْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاًۖ}[النساء: ٣٤].
الفصل الأول: اللغة
  النشوز: أصله الترفع، مأخوذ من نشز الأرض، وهو ما ارتفع منها. والهجر: الترك عن قلى وهو نقيض الوصل، قال الشاعر:
  والوصل والهجر نعيم وبؤس
  والهجر: الربط بالهجار وهو الحبل يربط به البعير، قال امرؤ القيس في ناقة:
  رأت هلكا بتجاف الغبيط ... فكادت تجد هناك الهجارا
  والبغية الطلب [ومنه قوله: {۞أَفَغَيْرَ دِينِ اِ۬للَّهِ تَبْغُونَ}[آل عمران: ٨٢](١)].
الفصل الثاني: المعنى
  قوله تعالى: {وَالَّٰتِے تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} قيل: تعلمون، وقيل: تظنون، والنشوز هاهنا عصيان الزوج، ذكره ابن عباس وعطاء والسدي وابن زيد، وقيل: النشوز استعلاؤهن على أزواجهن والبغض لهم، وقيل: الاستخفاف بحقه، وقيل: النشوز أن لا تجيبه إلى فراشه وتخرج بغير إذنه وتُدْخِل منزله من يكرهه.
  قوله: {فَعِظُوهُنَّ} معناه ذكروهن بالله وخوفوهن وعيده.
  قوله: {وَاهْجُرُوهُنَّ فِے اِ۬لْمَضَاجِعِ} قيل: هجر الكلام، ذكره ابن عباس وعكرمة والضحاك والسدي، وقيل: هجر الجماع، ذكره سعيد بن جبير، وقيل: هجر المضاجعة، ذكره مجاهد والشعبي وإبراهيم، وقيل: يرقد عندها ويوليها ظهره ولا يكلمها، وقيل: اربطوهن بالهجار وهو الحبل.
(١) ما بين المعقوفين من (ب).