المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 384 - الجزء 1

الآية الثالثة عشرة: [في معاملة الزوجة الناشزة]

  قوله تعالى: {وَالَّٰتِے تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِے اِ۬لْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاًۖ}⁣[النساء: ٣٤].

الفصل الأول: اللغة

  النشوز: أصله الترفع، مأخوذ من نشز الأرض، وهو ما ارتفع منها. والهجر: الترك عن قلى وهو نقيض الوصل، قال الشاعر:

  والوصل والهجر نعيم وبؤس

  والهجر: الربط بالهجار وهو الحبل يربط به البعير، قال امرؤ القيس في ناقة:

  رأت هلكا بتجاف الغبيط ... فكادت تجد هناك الهجارا

  والبغية الطلب [ومنه قوله: {۞أَفَغَيْرَ دِينِ اِ۬للَّهِ تَبْغُونَ}⁣[آل عمران: ٨٢](⁣١)].

الفصل الثاني: المعنى

  قوله تعالى: {وَالَّٰتِے تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} قيل: تعلمون، وقيل: تظنون، والنشوز هاهنا عصيان الزوج، ذكره ابن عباس وعطاء والسدي وابن زيد، وقيل: النشوز استعلاؤهن على أزواجهن والبغض لهم، وقيل: الاستخفاف بحقه، وقيل: النشوز أن لا تجيبه إلى فراشه وتخرج بغير إذنه وتُدْخِل منزله من يكرهه.

  قوله: {فَعِظُوهُنَّ} معناه ذكروهن بالله وخوفوهن وعيده.

  قوله: {وَاهْجُرُوهُنَّ فِے اِ۬لْمَضَاجِعِ} قيل: هجر الكلام، ذكره ابن عباس وعكرمة والضحاك والسدي، وقيل: هجر الجماع، ذكره سعيد بن جبير، وقيل: هجر المضاجعة، ذكره مجاهد والشعبي وإبراهيم، وقيل: يرقد عندها ويوليها ظهره ولا يكلمها، وقيل: اربطوهن بالهجار وهو الحبل.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).