الفصل الأول: اللغة
  بينه وبين قريش وما فعله في نقض العهد بينه وبين بني النضير لما أتاهم مسترفداً في دية العامريين وقد قعد ÷ تحت جدار من ديارهم فقالوا لن تجدوا الرجل على مثل حاله فمن رجل يعلو هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه، فانتدب لذلك رجل منهم فنزل الوحي على رسول الله ÷ فراح منهم وأنبذ إليهم بنقض العهد وحاصرهم حتى استأصلهم.
  الثالثة: أن نقض العهد يكون ظاهراً للخروج من الغدر والخيانة.
  والدليل عليه: ما فعل النبي ÷ من نقض العهد بينه وبين قريش لما جرى منهم ومن بني بكر ما جرى على خزاعة من القتل في حال العهد فإنه ÷ أظهر النقض على قريش وجاء أبو سفيان يريد تجديد العهد بينهم وبين رسول الله ÷ فرجع من عند النبي # خائباً، وكذلك ما فعله النبي # في بني النضير وكذلك نقضه على المشركين وأمر علياً # بقراءة براءة في الموسم.
  الرابعة: أن الغدر محرم، وذلك معلوم من الشرع فمن فعله مستحلاً كفر، ومن فعله متمرداً فسق، وهذا قد ذكره كثير من العلماء
الآية الخامسة: [في الصلح]
  قوله تعالى: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَي اَ۬للَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ اَ۬لسَّمِيعُ اُ۬لْعَلِيمُۖ ٦٢}.
الفصل الأول: اللغة
  الجنوح: الميل، جنح يجنح جنوحاً، ومنه جناح الطائر لأنه يميل به في أحد شقيه
  والسلم: بفتح السين وكسرها المصالحة والمسالمة وفيه لغة ثالثة بفتح السين واللام.
الفصل الثاني: المعنى
  قوله تعالى: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ} معناه مالوا إلى الصلح وترك الحرب، وقيل: مالوا إلى الإسلام وهذا قول ضعيف والأول هو الصحيح.
  قوله: {فَاجْنَحْ لَهَا} معناه: مل إليها.