المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث المعنى

صفحة 132 - الجزء 2

الفصل الثالث المعنى

  قوله [تعالى]: {۞يَٰأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ اُ۬لذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ اَ۬لْكُفَّارِ} قيل: نزلت الآية قبل أن يؤمر بقتال المشركين كافة، ذكره الحسن والأصم، وقيل: نزلت لكيفية القتال وأن الواجب الأقرب فالأقرب وهذا هو قول ابن عباس وقول أكثر المفسرين وهو قول أبي علي.

  قوله: {وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةٗۖ} قيل: ليخشوا منكم الغلظة وهي الشدة قيل الغلظة في القتال، ذكره الأصم وأبو مسلم، وقيل: العنف ذكره الضحاك، وقيل: الصبر على الجهاد ذكره الحسن.

  قوله: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اَ۬للَّهَ مَعَ اَ۬لْمُتَّقِينَۖ ١٢٤} معناه بالنصر والحفظ والمعونة.

الفصل الرابع: الأحكام [تفصيل في الغلظة على أهل الباطل]

  [الآية⁣(⁣١)] تدل على أن الغلظة على أهل الباطل حسنة في بعض الأحوال.

  وفيه مسائل:

  الأولى: [الغلظة⁣(⁣٢)] في حال الحرب بالفعال والمقال وهذا مما لا أحسب فيه خلافاً بين الأمة.

  الثانية: الغلظة عند الكلام والمناظرة والذي عندنا أن حسن المناظرة ولين الكلام عند ذلك أولى وهذا الذي يظهر من قول أهل البيت $ وكثير من العلماء، وذهب بعضهم، منهم أبو علي إلى أن الغلظة في ذلك أولى لأنها أهيب.

  والدليل على ما قلناه قوله تعالى في موسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون: {اَ۪ذْهَبَا إِلَيٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُۥ طَغَيٰ ٤٢ فَقُولَا لَهُۥ قَوْلاٗ لَّيِّناٗ لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَيٰۖ ٤٣}⁣[طه]، وقوله ÷: «المؤمنون هينون لينون».


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).