الفصل الثالث المعنى
الفصل الثالث المعنى
  قوله [تعالى]: {۞يَٰأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ اُ۬لذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ اَ۬لْكُفَّارِ} قيل: نزلت الآية قبل أن يؤمر بقتال المشركين كافة، ذكره الحسن والأصم، وقيل: نزلت لكيفية القتال وأن الواجب الأقرب فالأقرب وهذا هو قول ابن عباس وقول أكثر المفسرين وهو قول أبي علي.
  قوله: {وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةٗۖ} قيل: ليخشوا منكم الغلظة وهي الشدة قيل الغلظة في القتال، ذكره الأصم وأبو مسلم، وقيل: العنف ذكره الضحاك، وقيل: الصبر على الجهاد ذكره الحسن.
  قوله: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اَ۬للَّهَ مَعَ اَ۬لْمُتَّقِينَۖ ١٢٤} معناه بالنصر والحفظ والمعونة.
الفصل الرابع: الأحكام [تفصيل في الغلظة على أهل الباطل]
  [الآية(١)] تدل على أن الغلظة على أهل الباطل حسنة في بعض الأحوال.
  وفيه مسائل:
  الأولى: [الغلظة(٢)] في حال الحرب بالفعال والمقال وهذا مما لا أحسب فيه خلافاً بين الأمة.
  الثانية: الغلظة عند الكلام والمناظرة والذي عندنا أن حسن المناظرة ولين الكلام عند ذلك أولى وهذا الذي يظهر من قول أهل البيت $ وكثير من العلماء، وذهب بعضهم، منهم أبو علي إلى أن الغلظة في ذلك أولى لأنها أهيب.
  والدليل على ما قلناه قوله تعالى في موسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون: {اَ۪ذْهَبَا إِلَيٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُۥ طَغَيٰ ٤٢ فَقُولَا لَهُۥ قَوْلاٗ لَّيِّناٗ لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَيٰۖ ٤٣}[طه]، وقوله ÷: «المؤمنون هينون لينون».
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) ما بين المعقوفين من (ب).