الأحكام:
  قدمه، وهو الأظهر، وهو الذي ذكره الحسن وقتادة والسدي والربيع وأبو علي، وقواه الحاكم.
  وقوله: {مُصَلّيٗۖ} قيل: قبلة، عن الحسن وأبي علي. وقيل: مدعاة يدعى عنده؛ لأن الصلاة في اللغة هي الدعاء، عن مجاهد. وقيل: موضع صلاة أمروا بالصلاة عنده، عن قتادة والسدي، وقواه الحاكم، وهو الصحيح، وهي الصلاة التي تفعل عند الطواف.
الأحكام:
  الآية تدل على أنا متعبدون هناك، والصحيح عندنا أن التعبد هو الصلاة.
  مسألة: ومذهبنا أن هذه الصلاة واجبة، وهو مذهب القاسم والهادي وسبطه المرتضى والناصر الحسن(١) والمؤيد بالله والمنصور بالله وأبي حنيفة وأصحابه وأحد قولي الشافعي وقوله الثاني: إنهما مستحبان.
  ويدل على ما قلناه: ما روى جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن رسول الله ÷ لما طاف تقدم إلى مقام إبراهيم فصلى ركعتين وقرأ: {وَاتَّخَذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَٰهِيمَ مُصَلّيٗۖ}، وهذا يوضح ما ذكرناه في الآية.
  وعن ابن عمر: قدم ÷ فطاف بالبيت سبعاً وصلى هاهنا ركعتين، يعني عند المقام.
  وعن ابن عباس: أنه ÷ طاف راكباً، فلما فرغ نزل وصلى ركعتين وقال: «خذوا عني مناسككم» والتطوع يجوز راكباً، وجميع ما يفعله ÷ بيان لمجمل واجب وهو الحج؛ فبيانه واجب، وروي عن علي # مثله.
(١) في (ب): والناصر الكبير. وقال في هامش الأصل: وهو الناصر الصغير.