المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 65 - الجزء 1

  مسألة: [اعلم أن⁣(⁣١)] التحري يكون للجهة دون العين عندنا، وهو مذهب أكثر أهل البيت $، وبعض الشافعية، وقول أبي الحسن⁣(⁣٢) وأبي بكر الرازي في أحد قوليه.

  وذهب زيد بن علي، والناصر، والجرجاني، وبعض الشافعية إلى أن الفرض هو التحري للعين.

  وذهب نفاة القياس الأصم والإمامية إلى أنه يصلي إلى الجهات الأربع.

  والدليل على صحة قولنا: قوله ÷: «ما بين المشرق والمغرب قبلة لأهل المشرق»، ومعلوم أن المراد في الخبر هو الجهة دون العين؛ لأن الكعبة لا تحاذي ما بين المشرق والمغرب وهذا ظاهر.

الآية السادسة: [آية السعي]

  قوله تعالى: {۞إِنَّ اَ۬لصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَٰٓئِرِ اِ۬للَّهِۖ فَمَنْ حَجَّ اَ۬لْبَيْتَ أَوِ اِ۪عْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَّطَّوَّفَ بِهِمَاۖ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراٗ فَإِنَّ اَ۬للَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌۖ ١٥٧}⁣[البقرة].

الفصل الأول: اللغة

  الصفا: هو الحجر الأملس الذي لا يخالطه شيء من التراب، مأخوذ من الصفو، وهو الصافي الخالص. والمروة: [في الأصل⁣(⁣٣)] الحجر الصلب. وقد صارا اسمين علمين معرفين بالألف واللام لموضعين معروفين في الحرم.

  والشعائر: هي المعالم، واحدتها شعيرة، وشعائر الله: معالمه التي جعلها سبحانه مواطن للعبادة، فكل مَعْلَم لشيء من العبادات فهو مشعر لتلك العبادة،


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) في (ب): وقول الحسن.

(٣) ما بين المعقوفين من (ب).