المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 314 - الجزء 2

الآية الثانية: [في الفيء]

  قوله تعالى: {وَمَا أَفَآءَ اَ۬للَّهُ عَلَيٰ رَسُولِهِۦ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٖ وَلَا رِكَابٖ وَلَٰكِنَّ اَ۬للَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَيٰ مَنْ يَّشَآءُۖ وَاللَّهُ عَلَيٰ كُلِّ شَےْءٖ قَدِيرٞۖ ٦}.

الفصل الأول: اللغة:

  الفيء: هو الرجوع، والإيجاف: السير السريع من سير الإبل والخيل، والركاب الإبل، والركاب الذي في السرج، والتسليط الإرسال، والرسل جمع رسول وهو المبلغ، قال الشاعر:

  لقد كذب الواشون ما بحت عندهم ... بسرٍ ولا أرسلتهم برسول

  ومنه أخذ معنى الرسول من الله سبحانه.

الفصل الثاني: النزول:

  قد ذكرنا أن السورة نزلت في بني النضير في الآية الأولى فقيل: لما أجلي بنو النضير أراد المسلمون قسمة أموالهم نزلت⁣(⁣١) هذه الآية.

  وجُعل ذلك إلى رسول الله # يحكم فيها بما يريد، وقيل غير ذلك.

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {وَمَا أَفَآءَ اَ۬للَّهُ عَلَيٰ رَسُولِهِۦ مِنْهُمْ} معناه ما رجع إليه من أموال بني النضير.

  قوله [تعالى]: {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٖ وَلَا رِكَابٖ} معناه لم تركبوا لحربهم خيلاً ولا إبلاً ولا تكلفتم مشقة ولا مؤنة ولكن ألقى الله الرعب في قلوبهم فخرجوا وتركوا أموالهم، وقيل: مشوا إليها ولم يركب أحد سوى رسول الله #، وقيل: لم يحاربوا ولكن فتحها رسول الله ÷ صلحاً وأجلاهم عن


(١) في (ب): فنزلت.