المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 372 - الجزء 2

سورة الكوثر

ونذكر منها آية: [في ذكر صلاة العيدين]

  

  الآية المذكورة منها: قوله تعالى⁣(⁣١)]: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْۖ ٢}.

الفصل الأول: اللغة:

  الصلاة معروفة وقد ذكرنا معناها لغة وشرعاً في الآية الثانية من البقرة عند قوله [تعالى]: {وَأَقِيمُواْ اُ۬لصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ اُ۬لزَّكَوٰةَ}⁣[البقرة: ٤٢].

  والنحر: موضع القلادة من الصدر، ونحر النهار أوله يقال: أنا في نحر النهار، وجمعه نحور.

الفصل الثاني: النزول:

  قيل: نزلت الآية في يوم الحديبية حين حصر النبي ÷ وأصحابه وصدوا عن البيت فأمره الله تعالى أن يصلي وينحر وينصرف، روى هذا سعيد بن جبير، وقيل: هذا بعيد؛ لأن الحديبية كانت بعد الهجرة بسنتين وهذه السورة مكية.

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْۖ ٢} فقيل: كما أعطيناك الخير في الدنيا والآخرة فصل شكراً لنا في مقابلة تلك النعم، وقيل: إن أناساً كانوا يصلون لغير الله وينحرون لغير الله ويسمون عليها غير اسم الله فقال: {إِنَّا أَعْطَيْنَٰكَ اَ۬لْكَوْثَرَ ١} فلتكن صلاتك ونحرك لله خلاف فعلهم.

  وقيل: صلاة الغداة المكتوبة بجمع وانحر البدن بمنى، وقيل: صل وانحر معناه ضع اليمين على الشمال في الصلاة حذاء النحر وروي هذا عن علي # وابن عباس ¥، وقيل: انحر معناه استقبل القبلة بنحرك، وقيل: صل


(١) نهاية النقص في التصوير من نسخة المؤلف.