الفصل الثالث: المعنى:
الفصل الثالث: المعنى:
  قوله تعالى: {يَسْـَٔلُونَكَ} [معناه: يسألونك(١)] يا محمد، والضمير في يسألونك راجع إلى القُوَّام على اليتامى، عن أبي مسلم.
  قوله: {عَنِ اِ۬لْيَتَٰمَيٰ} لابد من ضمير؛ لأن المعلوم أن السؤال لم يقع عن أشخاصهم، ولا ورد جواب السؤال في أشخاصهم، واختلفوا في الضمير، فقيل: يسألونك عن القيام على اليتامى، عن أبي مسلم. وقيل: يسألونك عن التصرف في مالهم ومخالطتهم. وقيل: يسألونك عن تدبير أمور اليتامى في نفوسهم وأموالهم، عن القاضي.
  {قُلْ} يا محمد {إِصْلَٰحٞ لَّهُمْ خَيْرٞۖ} المخاطب به ولي اليتيم يعني: إصلاح أموالهم بغير عوض، وقيل: إصلاح لهم بتأديبهم وتقويمهم نحو ما يفعله لولده(٢)، ذكر معناه أبو مسلم.
  قوله: {وَإِن تُخَالِطُوهُمْ} قيل: تشاركوهم في أموالهم ونفقاتهم ومؤاكلتهم ومشاربتهم.
  قوله: {فَإِخْوَٰنُكُمْۖ} معناه: فهم إخوانكم، وهذا إذن من الله تعالى في مخالطة اليتامى، ذكره الحسن. وقيل: تخالطوهم بأن تنكحوا منهم، ذكره أبو مسلم.
  قوله: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ اُ۬لْمُفْسِدَ مِنَ اَ۬لْمُصْلِحِۖ} معناه: يعلم المفسد لأموالهم من المصلح لها. وقيل: يعلم ضمائر من يريد الإفساد والطمع في مالهم بالنكاح من المصلح.
  قوله: {وَلَوْ شَآءَ اَ۬للَّهُ لَأَعْنَتَكُمْۖ} معناه: لشدد عليكم التكليف وضيق عليكم في مخالطتهم. وقيل: لو شاء لأوبقكم فيما أتيتم من أموالهم.
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) في (ب): بولده.