المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى:

صفحة 179 - الجزء 1

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {يَسْـَٔلُونَكَ} [معناه: يسألونك⁣(⁣١)] يا محمد، والضمير في يسألونك راجع إلى القُوَّام على اليتامى، عن أبي مسلم.

  قوله: {عَنِ اِ۬لْيَتَٰمَيٰ} لابد من ضمير؛ لأن المعلوم أن السؤال لم يقع عن أشخاصهم، ولا ورد جواب السؤال في أشخاصهم، واختلفوا في الضمير، فقيل: يسألونك عن القيام على اليتامى، عن أبي مسلم. وقيل: يسألونك عن التصرف في مالهم ومخالطتهم. وقيل: يسألونك عن تدبير أمور اليتامى في نفوسهم وأموالهم، عن القاضي.

  {قُلْ} يا محمد {إِصْلَٰحٞ لَّهُمْ خَيْرٞۖ} المخاطب به ولي اليتيم يعني: إصلاح أموالهم بغير عوض، وقيل: إصلاح لهم بتأديبهم وتقويمهم نحو ما يفعله لولده⁣(⁣٢)، ذكر معناه أبو مسلم.

  قوله: {وَإِن تُخَالِطُوهُمْ} قيل: تشاركوهم في أموالهم ونفقاتهم ومؤاكلتهم ومشاربتهم.

  قوله: {فَإِخْوَٰنُكُمْۖ} معناه: فهم إخوانكم، وهذا إذن من الله تعالى في مخالطة اليتامى، ذكره الحسن. وقيل: تخالطوهم بأن تنكحوا منهم، ذكره أبو مسلم.

  قوله: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ اُ۬لْمُفْسِدَ مِنَ اَ۬لْمُصْلِحِۖ} معناه: يعلم المفسد لأموالهم من المصلح لها. وقيل: يعلم ضمائر من يريد الإفساد والطمع في مالهم بالنكاح من المصلح.

  قوله: {وَلَوْ شَآءَ اَ۬للَّهُ لَأَعْنَتَكُمْۖ} معناه: لشدد عليكم التكليف وضيق عليكم في مخالطتهم. وقيل: لو شاء لأوبقكم فيما أتيتم من أموالهم.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) في (ب): بولده.