المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى:

صفحة 186 - الجزء 1

  في أدبارهن أيام الحيض، فنزلت الآية.

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {وَيَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اِ۬لْمَحِيضِ} معناه: يسألونك يا محمد. وقيل: السائل الدحداح سأل النبي ÷ عن الحيض المعتاد من النساء.

  {قُلْ} يا محمد {هُوَ أَذيٗ} معناه: قذر ونجس، ذكره قتادة والسدي. وقيل: دم، عن مجاهد. وقيل: هو أذى عليهن؛ لِمَا فيه من المشقة، ذكره القاضي.

  قوله: {فَاعْتَزِلُواْ اُ۬لنِّسَآءَ} معناه: تنحوا عن قربهن. قيل: عن الجماع في الفرج، وله ما سوى ذلك، ذكره ابن عباس، وعائشة، والحسن، وقتادة، ومجاهد، وهو الصحيح. وقيل: يحرم ما دون الإزار ويحل ما فوقه ذكره شريح، وسعيد بن المسيب.

  قوله [تعالى]: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ} معناه: لا تقربوهن بالجماع، ولا تقربوا ما دون الإزار على اختلاف القولين.

  قوله: {حَتَّيٰ يَطْهُرْنَۖ} قرئ بالتخفيف والتشديد، فإذا قرئ بالتخفيف كان المعنى: لا تقربوهن حتى ينقطع الدم. وإذا قرئ بالتشديد كان المعنى: ولا تقربوهن حتى يغتسلن، ذكر الحسن الوجهين. وقال قتادة: المراد بالتطهر التوضؤ.

  [قوله⁣(⁣١)]: {فَإِذَا تَطَهَّرْنَ} معناه: اغتسلن.

  [قوله: {فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اُ۬للَّهُۖ}⁣(⁣٢)] فأتوهن إباحة للجماع وليس بأمر.

  قوله: {مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اُ۬للَّهُۖ} معناه: من حيث أمركم بتجنبه في حال


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).