الفصل الأول: اللغة:
الآية التاسعة والثلاثون [في ذكر الطلاق وبعض ما يترتب عليه]
  قوله تعالى: {۞وَالْمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَٰثَةَ قُرُوٓءٖۖ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَّكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اَ۬للَّهُ فِے أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ اِ۬لْأٓخِرِۖ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِے ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلَٰحاٗۖ وَلَهُنَّ مِثْلُ اُ۬لذِے عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِۖ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٞۖ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌۖ ٢٢٦}[البقرة].
الفصل الأول: اللغة:
  الطلاق والتربص قد ذكرناه في الآية التي قبلها، والقرء: الحيض والطهر معاً عند أهل اللغة، وهو من الأضداد. وقيل: أصل القرء من الاجتماع، ومنه: القرآن؛ [لاجتماعه(١)]، ويقال: ما قرأت الناقة سلاً قط، معناه: لم يجتمع رحمها على ولد، فسمي الحيض قرءاً لاجتماع الدم في الرحم ذكره الأصمعي والأخفش والفراء والكسائي وأنشدوا:
  له قرء كقرء الحائض
  وقيل: أصل القرء من الوقت، وأصله الوقت الذي يجري فيه الفعل على عادة؛ ذكره ابن عمر وابن العلاء، وسئل بعض أهل اللغة عن القرء ما هو؟ فقال: الوقت، فقيل له: هل [هي(٢)] اسم للحيض أو الطهر؟ فقال: لهما، فقيل له: أيهما أقيس؟ فقال: الحيض.
الفصل الثاني: النزول:
  قيل: كانوا يطلقون فإذا شارف انقضاء العدة راجعوا ضراراً في طلاق بعد طلاق فنزلت الآية، ذكره القاضي.
  وقيل: كان الرجل إذا طلق امرأته وهي حبلى فهو أحق برجعتها ما لم تضع
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) ما بين المعقوفين من (ب).