المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 249 - الجزء 1

الآية الخامسة والأربعون: [في عدة المتوفى عنها زوجها]

  قوله تعالى: {وَالذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَٰجاٗ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٖ وَعَشْراٗۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِے أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِۖ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٞۖ ٢٣٢}⁣[البقرة].

الفصل الأول: اللغة:

  الوفاة: الموت، ومنه قوله تعالى: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِے}⁣[المائدة ١١٧]. والتربص: هو الانتظار، والأجل: المدة والوقت، وقد ذكرنا ذلك فيما مضى.

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {وَالذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ} معناه: يموتون.

  قوله: {وَيَذَرُونَ أَزْوَٰجاٗ} معناه: يتركون مَن كُنَّ لهم أزواجاً، نحو قوله [تعالى⁣(⁣١)]: {وَءَاتُواْ اُ۬لْيَتَٰمَيٰ أَمْوَٰلَهُمْۖ}⁣[النساء ٢] معناه: كانوا يتامى.

  قوله [تعالى]: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٖ وَعَشْراٗۖ} معناه: ينتظرن [زمان⁣(⁣٢)] العدة أربعة أشهر وعشرا حابسات نفوسهن عن النكاح حتى تنقضي العدة، وعنى بالعشر: عشر ليال بأيامها. وقيل: إن الروح تنفخ فيها، ذكره ابن المسيب.

  قوله: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} معناه: آخر العدة، وهو انقضاؤها.

  قوله [تعالى]: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} معناه: فلا حرج عليكم، يعني: الأولياء. وقيل: يعني الجميع، لأنه يجب على الجميع منعها عن النكاح في [زمان⁣(⁣٣)] العدة. وقيل: تقديره لا جناح عليكم ولا على النساء فيما فعلن في


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) في (ب): أيام.

(٣) في (ب): حال.