المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 273 - الجزء 1

  قوله [تعالى⁣(⁣١)]: {إِلَّا كَمَا يَقُومُ اُ۬لذِے يَتَخَبَّطُهُ اُ۬لشَّيْطَٰنُ مِنَ اَ۬لْمَسِّۖ} معناه: الذي يضربه الشيطان به من الجنون. وقيل: ما يمسه الشيطان به من الوسوسة والأذى، عن أبي علي.

  والمراد: أن آكل الربا يبعث يوم القيامة وله علامة يعرف بها أنه آكل الربا وهو أنه يكون به خبل وتساقط وضرب بالأرض، وقيل: يقوم ولا يمكنه القيام بحجته كما أن المصروع في حال صرعه لا يقوم بحجته. وقيل: يقومون مجانين.

  فإن قيل: الخبط المضاف إلى الشيطان مثل أم حقيقة؟

  فقال أبو علي: هو مثل بحال من تغلب عليه السوداء فتضعف نفسه ويلح عليه الشيطان بأعوانه فيقع صرعه عند [ذلك⁣(⁣٢)] من فعل الله تعالى أو من فعل المصروع، ونسب إلى الشيطان مجازاً؛ لأنه يحصل عند وسوسته.

  قال أبو الهذيل وأبو بكر الأخشيد: يجوز أن يكون الصرع من فعل الشيطان بأن يمكنه الله من ذلك وفي بعض الناس دون بعض، واحتجا بأن ظاهر القرآن يدل عليه، ولا مانع في العقل منه.

  والصحيح عندنا هو الأول، وقد صححه الحاكم في تفسيره.

  قوله: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ} معناه: أن الذي نزل بهم هو لقولهم، ذكره الأصم.

  قوله: {إِنَّمَا اَ۬لْبَيْعُ مِثْلُ اُ۬لرِّبَوٰاْۖ وَأَحَلَّ} قالوا: كلاهما سواء إذا وقع على [وجه⁣(⁣٣)] التراضي. وقيل: لأن الجاهلية كانوا يقولون زيادة الربح في [أول⁣(⁣٤)] البيع سواء والزيادة لأجل التأخير، وذلك غلط؛ لأن الله أباح أحدهما وهو البيع


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) في (ب): عند تلك الحال.

(٣) في (ب): سبيل.

(٤) ما بين المعقوفين من (ب).