المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى:

صفحة 345 - الجزء 1

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {۞وَابْتَلُواْ اُ۬لْيَتَٰمَيٰ} هذا خطاب للقُوَّام على الأيتام من الأوصياء والحكام، معناه: اختبروا وجربوا عقولهم وصلاحهم لمالهم، ذكره ابن عباس والسدي، وقيل: اختبروا عقولهم ودينهم، ذكره الحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد، لأن خلاعته إذا كانت تؤدي إلى إتلاف ماله لم يدفع إليه.

  قوله [تعالى]: {حَتَّيٰ إِذَا بَلَغُواْ اُ۬لنِّكَاحَ} قيل: الحلم، ذكره ابن عباس ومجاهد والسدي وابن زيد، وتقديره: حتى إذا بلغوا حال النكاح من الاحتلام، وقيل: حد النكاح والحاجة إليه، وهو أن يبلغ مبلغ الرجال والنساء.

  قوله: {فَإِنْ ءَانَسْتُم} قيل: عرفتم، ذكره ابن عباس، وقيل: أبصرتم.

  قوله: {مِّنْهُمْ رُشْداٗ}، قيل: الرشد الصلاح في العقل وحفظ المال ذكره ابن عباس والسدي وعلي بن عيسى وقيل الرشد العقل خاصة، وقيل: الرشد الصلاح في العقل والدين، ذكره الحسن وقتادة أيضاً.

  قوله: {وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاٗ وَبِدَاراً أَنْ يَّكْبَرُواْۖ} معناه⁣(⁣١): قوله: {إِسْرَافاٗ} لأن أكل مالهم إسرافٌ ومجاوزة للحد الذي يجب عليه فيه. وبداراً: معناه مسارعة قبل كبرهم، وخوفاً من أن يلزمكم تسليم المال إليه عند كبره.

  قوله: {وَمَن كَانَ غَنِيّاٗ فَلْيَسْتَعْفِفْۖ} [معناه: يستعفف⁣(⁣٢)] بماله عن أموال اليتامى، ذكره ابن عباس وإبراهيم.

  قوله: {وَمَن كَانَ فَقِيراٗ فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِۖ} قيل: يأكل من مال نفسه بالمعروف دون مال اليتيم ذكره ابن عباس، وقيل: يأكل من مال اليتيم قرضاً ثم يقضيه إذا وجده، ذكره عمر وسعيد بن جبير وعبيدة السلماني وأبو العالية وأبو وائل والشعبي.


(١) الذي في (ب): معنى.

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).