المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: الأحكام: [ذكر الحكمين بين الزوجين وما يتعلق بذلك]

صفحة 387 - الجزء 1

  قوله: {إِنْ يُّرِيدَا إِصْلَٰحاٗ يُوَفِّقِ اِ۬للَّهُ بَيْنَهُمَاۖ} قيل: إن أراد الحكمان الصلاح يوفق الله بين الزوجين، ذكره ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير والسدي وأبو مسلم، وقيل: إن أراد الزوجان الصلاح يوفق الله بينهما في نفوسهما، وقيل: إن أراد الزوجان إصلاحاً يوفق الله بين الحكمين حتى يعملا بالصلاح، ذكره أبو علي، وقيل: إن أراد الحكمان الصلاح وفقهما الله للصلاح، ولمعرفة الظالم من المظلوم.

  [قوله: {إِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراٗۖ ٣٥} معناه عليماً خبيراً بضمائر الزوجين والحكمين فلا يخفى عليه شيء من أمرهم لأنه العالم لذاته⁣(⁣١)].

الفصل الثالث: الأحكام: [ذكر الحَكَمين بين الزوجين وما يتعلق بذلك]

  الآية تدل على بعث الحكمين عند شقاق الزوجين وفيه مسائل:

  الأولى: أن الشقاق بينهما هو أن يقع من الزوجة النشوز أو منهما جميعاً وهو أن تخالف الزوجة أمر الزوج في ما يجب عليها من طاعته في جماع ومعاشرة [ولم تلزم بيتها مخالفة له، ونحو ذلك؛ فإذا وقع ذلك⁣(⁣٢)] جاز الخلع ولا خلاف فيه، والآية تدل عليه.

  الثانية: أن الباعث للحكمين هو الحاكم ويوكلهما الزوجان على الطلاق من جهة الزوج، وعلى العوض من جهة الزوجة، [أو البراء والصلاح⁣(⁣٣)] ثم يفصلا بما عرفا أنه أقرب إلى الصلاح من فرقة أو غيرها هذا قولنا وهو قول أكثر العلماء [..... (⁣٤)].


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) الذي في الأصل: أو لزوم موضع أو نحو ذلك. وما أثبتناه من (ب).

(٣) الذي في (ب): ويتحريان الصلاح.

(٤) بياض في الأصل إلى قوله: الثالثة.