المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 389 - الجزء 1

الآية الخامسة عشرة: [في بيان ما يمنع صحة الصلاة]

  قوله تعالى: {يَٰأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ اُ۬لصَّلَوٰةَ وَأَنتُمْ سُكَٰرَيٰ حَتَّيٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُباً إِلَّا عَابِرِے سَبِيلٍ حَتَّيٰ تَغْتَسِلُواْۖ وَإِن كُنتُم مَّرْضَيٰ أَوْ عَلَيٰ سَفَرٍ أَوْ جَا أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ اَ۬لْغَآئِطِ أَوْ لَٰمَسْتُمُ اُ۬لنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداٗ طَيِّباٗ فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراًۖ ٤٣}⁣[النساء].

الفصل الأول: اللغة

  السكر: خلاف الصحو، قيل: أصله السكر بفتح السين وهو سد مجرى الماء، سَكر يسكر سكراً فسمي السكر سكراً من ذلك: لأنه يسد على العاقل طريق المعرفة مأخوذ من سد الماء.

  والجنب: هو الجنابة، وأصله: البعد، [قال الشاعر:

  أتيت حريثاً زائراً عن جنابة ... فكان حريثاً⁣(⁣١) عن عطائي جامدا

  والجنابة: مخالطة الرجل للمرأة، سميت جنابة مأخوذة من البعد، فلما كان صاحب الجنابة يبتعد عن القرآن ومس المصحف ودخول المسجد ونحو ذلك، وله شبه بوضع اللغة⁣(⁣٢)]، ولفظة الجنب للذكر والأنثى والواحد [والجمع⁣(⁣٣)] والتثنية، والعبور: هو القطع [للشيء⁣(⁣٤)] يقال: عبر الطريق والنهر إذا قطعهما.

  والغائط: هو المكان المطمئن في الأصل، ثم صار لكثرة الاستعمال اسماً للحدث [لما كان الغالب أن الحاجة تقضى في المطمئن من الأرض للسترة سموا


(١) كذا في (ب)، وفي بعض المصادر: حريث.

(٢) الذي في الأصل: ومنه الأجنبي فلما كان صاحب الجنابة يجتنب أشياء مما كان لا يجتنبها قبل الجنابة سمي جنباً لبعده عنها واجتنابه لها، وما أثبتناه من (ب).

(٣) ما بين المعقوفين من (ب).

(٤) ما بين المعقوفين من (ب).