المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الرابع: الأحكام

صفحة 418 - الجزء 1

  قوله: {لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةٗ وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاٗۖ ٩٧} معناه لا يقدرون على حيلة للخروج من نفقة وحمولة ولا يعرفون طريق الخروج منها، وقيل: لا يعرفون طريقاً إلى المدينة ذكره مجاهد وقتادة وغيرهم من المفسرين.

  قوله: {فَأُوْلَٰٓئِكَ عَسَي اَ۬للَّهُ أَنْ يَّعْفُوَ عَنْهُمْۖ} معناه هؤلاء المعذورون عسى الله أن يعفو عنهم وعسى الله تعالى واجب ذكره الحسن، وقيل: هو من الله بمنزلة الوعد لأنه لا يجوز عليه الشك فمعناه يتفضل عليهم بالعفو عن الهجرة إذا تركوها للعجز.

  {وَكَانَ اَ۬للَّهُ عَفُوّاً غَفُوراٗۖ ٩٨} معناه يصفح عن عباده ويغفر ذنوبهم.

الفصل الرابع: الأحكام

  الآية تدل على أن من عجز عن الهجرة فهو معذور وكذلك الحكم في سائر العبادات ولا خلاف فيه.

الآية الثالثة والعشرون: [في صلاة الخوف]

  قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِے اِ۬لْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ اَ۬لصَّلَوٰةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَّفْتِنَكُمُ اُ۬لذِينَ كَفَرُواْۖ إِنَّ اَ۬لْكَٰفِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاٗ مُّبِيناٗۖ ١٠٠}.

الفصل الأول: اللغة

  الضّرب في الأرض: السير وأصله الضرب باليد⁣(⁣١).

  والقصر: واحد القصور ومنه قوله [تعالى]: {وَقَصْرٖ مَّشِيدٍۖ ٤٣}⁣[الحج]، {وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراَۢۖ ١٠}⁣[الفرقان]، والقصر: الحبس ومنه قوله تعالى: {حُورٞ مَّقْصُورَٰتٞ فِے اِ۬لْخِيَامِۖ ٧١}⁣[الرحمن]، والقصر قصر الصلاة لكونه أقصر من الإتمام.


(١) بياض في الأصل إلى قوله: والقصر.