الفصل الأول: اللغة
  والعمل فيها بما يلزمه من الواجبات.
  فإن بطل الشرطان لم تكن هجرة ووجبت عنها الهجرة [على ما مضى(١)] ولهذا فإن كثيراً من علماء أهلنا انتقل عن هجرته لما بطل فيها ما ذكرناه وهاجر عنها بعد أن هاجر إليها وهذا ظاهر والله الهادي.
الآية الثانية والعشرون: [في المعذورين عن الهجرة]
  قوله [تعالى]: {إِلَّا اَ۬لْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ اَ۬لرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَٰنِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةٗ وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاٗۖ ٩٧ فَأُوْلَٰٓئِكَ عَسَي اَ۬للَّهُ أَنْ يَّعْفُوَ عَنْهُمْۖ وَكَانَ اَ۬للَّهُ عَفُوّاً غَفُوراٗۖ ٩٨}.
الفصل الأول: اللغة
  الضعف: نقصان القوة، وقد كثر استعمال الضعف حتى صار نقيض القوة، وأما لعل وعسى ففيهما معنى الطمع والإشفاق.
الفصل الثاني: النزول
  قيل: نزلت في ناس من أهل مكة تخلفوا عن الهجرة وأعطوا المشركين المحبة وقتل قوم منهم ببدر على ظاهر الردة فلم تقبل لهم معذرة، ثم استثنى الذين أقعدهم الضعف عن الهجرة وهم مؤمنون، ذكره ابن عباس والضحاك والسدي وابن زيد وقتادة قال ابن عباس: كنت أنا وأبي وأمي من الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً وكنت غلاماً صغيراً.
الفصل الثالث: المعنى:
  قوله تعالى: {إِلَّا اَ۬لْمُسْتَضْعَفِينَ} يعني من المؤمنين المقيمين بمكة الذين استضعفهم المشركون {مِنَ اَ۬لرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَٰنِ} وهم العجزة عن الهجرة بالعسرة وقلة الحيلة.
(١) ما بين المعقوفين من (ب).