المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الآية الخامسة والعشرون منها: [في أوقات الصلاة]

صفحة 435 - الجزء 1

  فصل: والنجوم النهارية ثلاثة مجمع عليها وواحد مختلف فيه؛ فالمجمع عليها: الزهرة والمشتري وعلب وهو الشعرى، وأما المختلف فيه فهو السماك، وما عدا الأربعة فهو ليلي بلا إشكال.

  فصل: وأما آخر الاختيار للمغرب فغيبوبة الشفق الأحمر عندنا وهو أول وقت العشاء الآخرة، وهو قول القاسم والهادي والمؤيد بالله وغيرهم من علمائنا وأحد قولي الناصر، وعند الباقر وأحد قولي الناصر: أن العشاء الآخرة يدخل بغيبوبة الشفق الأبيض.

  ودليلنا: ما روي عن النبي ÷ أنه قال: «إن للصلاة أولاً وآخراً، وإن أول المغرب حين تغيب الشمس، وإن آخر وقتها حين يغيب الشفق»، وما روي عن النبي ÷ أنه قال: «الشفق هو الحمرة».

  فصل: وأول وقت الاختيار للعشاء الآخرة زوال الشفق الأحمر وهو آخر وقت المغرب، وآخره ذهاب ثلث الليل عندنا وهو قول القاسم والهادي والناصر والمؤيد وأحد قولي الشافعي وقوله الثاني: وآخره ذهاب نصف الليل، وعند أبي حنيفة: المستحب تأخيرها إلى ثلث الليل أو إلى نصفه.

  ودليلنا: ما تقدم في الخبر من قوله ÷: «وصلى بي العشاء حين مضى ثلث الليل».

  فصل: والشفق هو الحمرة عندنا وهو قول زيد بن علي والقاسم والهادي وإحدى الروايتين عن الناصر، وهو قول المؤيد بالله والشافعي ومالك ومحمد وأبي يوسف.

  وذهب الباقر والناصر في رواية وأبو حنيفة: أنه الشفق الأبيض، قال القاسم #: وإنما يقول الشفق البياض من لا يعرف اللغة، وما ذكره القاسم # فهو أظهر وأشهر في لغة العرب، ذكر معنى ذلك الخليل بن أحمد.