المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 440 - الجزء 1

  ودليلنا قوله: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِے اِ۬لنِّسَآءِۖ قُلِ اِ۬للَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ ...} إلى قوله: {وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ}، روى ابن عباس وعائشة: أن الآية نزلت في اليتيمة التي في حجر وليها فيرغب⁣(⁣١) في نكاحها لمالها وجمالها ولا يقسط لها في المهر فنهوا عن ذلك.

  فظاهره أن لولي اليتيمة أن ينكح نفسه إذا بلغ مهر مثلها، وما ثبت له ثبت لغيره من الأولياء إذ لا أحد فصل بينهما.

الآية السابعة والعشرون: [في الصلح بين الزوجين]

  قوله [تعالى]: {وَإِنِ اِ۪مْرَأَةٌ خَافَتْ مِنۢ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاٗ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَّصَّٰلَحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاٗۖ وَالصُّلْحُ خَيْرٞۖ وَأُحْضِرَتِ اِ۬لْأَنفُسُ اُ۬لشُّحَّۖ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراٗۖ ١٢٧}.

الفصل الأول: اللغة

  البعل: السيد، والبعل: الصاحب، والبعل: الزوج ومنه قول النبي ÷ في أيام العيد: «أيام أكل وشرب وبعالٍ» يعني ملاعبة المرأة لبعلها، قال الشاعر:

  وكم من حَصَان ذات بعل تركتها ... إذا الليل أدجى لم تجد من تباعله

  والنشوز: هو الترفع مأخوذ من نشز الأرض وهو ما ارتفع منها، ومنه قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ اَ۟نشُزُواْ فَانشُزُواْ}⁣[المجادلة: ١١].

الفصل الثاني: النزول

  قيل: نزلت الآية في سودة زوج النبي ÷ لما أراد طلاقها فوهبت لعائشة يومها وطلبت أن تبقى لها الزوجية من النبي ÷ ففعل.

  وقال ابن عباس وسعيد بن جبير: نزلت الآية في السائب وكانت له امرأة له


(١) الذي في الأصل: ويرغب. وما أثبتناه من (ب).