المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: النزول:

صفحة 77 - الجزء 2

  شَفَٰعَةٞ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٞ}⁣[البقرة: ٤٧].

  والضرب في الأرض: هو السير والذهاب فيها.

  والحبس: هو وقف الشيء، ومنه حبس الجاني: وقفه عن التصرف، ومنه أخذ الوقف للمال لله [تعالى] عن التصرف فيه.

  والقسم: اليمين وهو المراد هاهنا في قوله: {فَيُقْسِمَٰنِ بِاللَّهِ} ومنه قوله تعالى: {وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٩}⁣[الواقعة].

الفصل الثاني: النزول:

  قيل: نزلت في ثلاثة نفر سافروا مسلم ونصرانيين فمرض المسلم فكتب جميع ما معه من متاعه في صحيفة وطرحها في بعض أوعيته ودفع المال إلى صاحبيه النصرانيين ليوصلوه إلى أهله ومات، فأخذوا من متاعه وعاء منقوشاً بالذهب قيل فيه ثلاثمائة مثقال ودفعا سائر المتاع إلى أهله ولم يعلما بالصحيفة فلما قرأ أهله الصحيفة طالبوهما بالإناء وانتهوا إلى رسول الله ÷ فنزلت الآية.

  وقيل: نزلت في أول الإسلام في رجل توفي وليس عنده أحد من المسلمين والناس كفار فأبيح شهادة أهل الذمة ثم لما ظهر الإسلام نسخ ذلك، والقول الأول هو الصحيح وعليه الأكثر من المفسرين.

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {يَٰأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ} قيل: صدّقوا، وقيل: أراد المؤمنين.

  قوله: {شَهَٰدَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ اُ۬لْمَوْتُ} معناه أسباب الموت من المرض ونحوه.

  قوله: {اِ۪ثْنَٰنِ ذَوَا عَدْلٖ مِّنكُمْ} معناه من أهل العدالة من المسلمين، ذكر معناه ابن عباس وسعيد بن المسيب وعبيدة السلماني ومجاهد وغيرهم، وقيل: من حي الموصي.