المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 110 - الجزء 2

سورة براءة

  ونذكر منها ثمان آيات

الآية الأولى: [في عمارة المساجد]

  قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ اَ۬للَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ اِ۬لْأٓخِرِ}⁣[التوبة: ١٨].

الفصل الأول: اللغة

  العمران: خلاف الخراب، والعمارة: مصدر عمر يعمر عمارة وهو صلاح ما اختل من البناء.

الفصل الثاني: النزول

  قيل: نزلت في العباس وطلحة بن شيبة صاحب الكعبة لما أسر العباس يوم بدر عُيّر بالأسر والشرك وقطيعة الرحم فقال العباس: ما لكم تذكرون مساوئنا ولا تذكرون محاسننا؟ قالوا: هل لكم من محاسن؟ قال: نعم، إنا لنعمر المسجد الحرام، ونحجب الكعبة، ونسقي الحاج، ونفك العاني، فنزلت الآية رداً عليهم.

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ} قيل: مسجد الكعبة وعمارتها لزومها والعبادة فيها بأنواع الطاعات من علمٍ وعمل، وقيل: عمارتها بإصلاحها والقيام بأمرها، وقيل: جميع المساجد وهو الوجه لشمول الآية.

  قوله: {مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ اِ۬لْأٓخِرِ وَأَقَامَ اَ۬لصَّلَوٰةَ وَءَاتَي اَ۬لزَّكَوٰةَ} قيل: أراد الإيمان الشرعي ثم ذكر التفصيل للبيان وخص الصلاة والزكاة دون غيرهما من الإيمان الشرعي لعظم أمرهما، وقيل: أراد التصديق بالله والامتثال لما شرع من الشرعيات بعد المعرفة بالله وهذا هو الوجه لأنه جمع علم التوحيد والشرع حتى يعرف من يعبد.

  قوله: {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اَ۬للَّهَ} أي: لا يخاف غيره لأنه إذا خاف غيره واعتقد