الفصل الأول: اللغة
  لا يقر بالله في عظم الجرم كما أنهم بمنزلة المشركين في عبادة الله مع كفرهم، وقيل: أراد أنهم لا يؤمنون بالله كما يؤمن المؤمنون لأن أكثر اليهود مشبهة والنصارى يقولون بالتثليث فليس ما قالوا بإيمان، ذكره أبو علي.
  قوله: {وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اَ۬للَّهُ وَرَسُولُهُۥ} قيل: معناه ما حرّم في شريعة الإسلام، وقيل: استحلالهم للتحريف في شيء من التوراة وأخذهم الرشا وأكلهم الربا.
  قوله: {وَلَا يَدِينُونَ دِينَ اَ۬لْحَقِّ} قيل: أراد لا يدينون دين الله لأن الحق هو الله، وقيل: أراد لا يدينون دين الإسلام لأن الحق هو الإسلام.
  قوله: {مِنَ اَ۬لذِينَ أُوتُواْ اُ۬لْكِتَٰبَ} يريد بأهل الكتاب اليهود والنصارى وفرق بينهم وبين المشركين فالحكم في المشركين القتل أو الإسلام والحكم في أهل الكتاب الجزية عوضاً عن قتلهم.
  قوله: {حَتَّيٰ يُعْطُواْ اُ۬لْجِزْيَةَ} وهو المال المأخوذ منهم عوضاً عن القتل.
  قوله: {عَنْ يَّدٖ} قيل: يعطي الجزية من يده إلى يد أهلها من غير نائب، كما يقال فماً لفم، وقيل: عن يد أي عن ذل بأن تكون أيدي المسلمين فوق أيديهم وقيل عن قهر لهم وقدرة لكم عليهم، ومنه: {يَدُ اُ۬للَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْۖ}[الفتح: ١٠]، معناه: قهره لهم وسلطانه تعالى.
  وقيل: نقداً لا يمهلون فيه كما يقال فيه في الربا يداً بيدٍ، ذكر معناه أبو علي، وقيل: يعطونها بأيديهم مشاةً لا ركباناً ولا مرسلين بها غيرهم، ذكره ابن عباس وأبو علي.
  قوله: {وَهُمْ صَٰغِرُونَۖ ٢٩} قيل: الصغار جريان أحكام المسلمين عليهم، وقيل: لا يقبل فيها رسالة ولا وكالة، وقيل غير ذلك.