المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 113 - الجزء 2

  وقد قدمنا الكلام في قوله تعالى: {إِنَّمَا اَ۬لْمُشْرِكُونَ نَجَسٞ}⁣[التوبة: ٢٨]، هنا في هذه المسألة لكون هذه الآية أعم لجميع المساجد ولا فائدة في التكرار.

الآية الثانية: [فيمن يجب قتالهم]

  قوله تعالى: {قَٰتِلُواْ اُ۬لذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ اِ۬لْأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اَ۬للَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ اَ۬لْحَقِّ مِنَ اَ۬لذِينَ أُوتُواْ اُ۬لْكِتَٰبَ حَتَّيٰ يُعْطُواْ اُ۬لْجِزْيَةَ عَنْ يَّدٖ وَهُمْ صَٰغِرُونَۖ ٢٩}.

الفصل الأول: اللغة

  الجزية: قيل: أخذت من الجزاء وكأن الجزية أخذت من المكافأة والجزاء على فعلهم عقوبة لهم، قال الشاعر:

  إن أجز علقمة بن سعد فعله ... لم أجزه ببلاء يوم واحد

  وقال الآخر: جزاء الكلاب العاويات وقد فعل

  وقيل: أخذت من الإجزاء وهو الكفاية فكأنها أغنت عنهم واجتزى بها المسلمون منهم، قال الشاعر:

  بأن الغدر في الأقوام عار ... وإن الحر يجزى بالكراع

الفصل الثاني: النزول

  قيل: نزلت في قريظة والنضير وكانت أول جزية أصابها المسلمون وأول ذل أصاب أهل الكتاب، وقيل: في اليهود الذين في جزيرة العرب، وقيل نزلت في الروم، فغزا النبي ÷ بعد نزول الآية غزوة تبوك، وقيل: هي العموم وهو الوجه عندنا.

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {قَٰتِلُواْ} معناه حاربوا.

  قوله: {اُ۬لذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ اِ۬لْأٓخِرِ} قيل معناه أنهم بمنزلة من