الفصل الأول: اللغة:
  الرابعة: أن الجد يسقط الإخوة من الأم عند أكثرهم كالأب وغير ذلك مما هو مذكور في مواضعه مفصلاً.
الآية الثانية: [في بعض معاملة الأب لأبنائه]
  قوله تعالى: {إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَيٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِے ضَلَٰلٖ مُّبِينٍۖ ٨}.
الفصل الأول: اللغة:
  المحبة: الحب [والحب هو الشفقة والرحمة، قال الشاعر:
  لا يكن حبك داءً قاتلاً ... ليس هذا منك ماوي بحري
  معناه: ليس هذا منك بحسن(١)]. والعصبة: قيل عشرة فما فوقها، والضلال: معناه الجور عن القصد قال الشاعر:
  قالوا ضللت قليلا قلت لا عجبا ... إذا ضللت فليلى في الهوى صنم
الفصل الثاني: المعنى:
  قوله [تعالى]: {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَيٰ أَبِينَا مِنَّا} قال الأصم: كان يعقوب يرحمهما ويقربهما لصغر سنهما.
  قوله: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} معناه جماعة وكانوا عشرة.
  فإن قيل: إذا كان قدم يوسف وأخاه وكان فعله # صواباً فكيف عابوه حتى قالوا: {إِنَّ أَبَانَا لَفِے ضَلَٰلٖ مُّبِينٍۖ ٨} لما لم يعدل بينهم في المحبة والمنزلة.
  قلنا: يمكن أن يكون تقديمه ليوسف # لوحي نزل فيه أو لما يرجو(٢) فيه من الأحوال الجميلة فأداه اجتهاده إلى تقديمه، وإما كان تقديمه ليوسف لصغره ووفاة أمه فقد سُئل بعض الحكماء عن أحب أولاده إليه فقال: الصغير
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) في (ب): يرجوه.