المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 138 - الجزء 2

  الرابعة: أن الجد يسقط الإخوة من الأم عند أكثرهم كالأب وغير ذلك مما هو مذكور في مواضعه مفصلاً.

الآية الثانية: [في بعض معاملة الأب لأبنائه]

  قوله تعالى: {إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَيٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِے ضَلَٰلٖ مُّبِينٍۖ ٨}.

الفصل الأول: اللغة:

  المحبة: الحب [والحب هو الشفقة والرحمة، قال الشاعر:

  لا يكن حبك داءً قاتلاً ... ليس هذا منك ماوي بحري

  معناه: ليس هذا منك بحسن⁣(⁣١)]. والعصبة: قيل عشرة فما فوقها، والضلال: معناه الجور عن القصد قال الشاعر:

  قالوا ضللت قليلا قلت لا عجبا ... إذا ضللت فليلى في الهوى صنم

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله [تعالى]: {لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَيٰ أَبِينَا مِنَّا} قال الأصم: كان يعقوب يرحمهما ويقربهما لصغر سنهما.

  قوله: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} معناه جماعة وكانوا عشرة.

  فإن قيل: إذا كان قدم يوسف وأخاه وكان فعله # صواباً فكيف عابوه حتى قالوا: {إِنَّ أَبَانَا لَفِے ضَلَٰلٖ مُّبِينٍۖ ٨} لما لم يعدل بينهم في المحبة والمنزلة.

  قلنا: يمكن أن يكون تقديمه ليوسف # لوحي نزل فيه أو لما يرجو⁣(⁣٢) فيه من الأحوال الجميلة فأداه اجتهاده إلى تقديمه، وإما كان تقديمه ليوسف لصغره ووفاة أمه فقد سُئل بعض الحكماء عن أحب أولاده إليه فقال: الصغير


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) في (ب): يرجوه.