الفصل الثاني: النزول
  وجل كاره بكراهة موجودة لا في محل وهو بعض أصحابنا، وبعضهم لا يثبت المعاني وهو الوجه عندنا، وموضع تفصيل ذلك كتب الكلام.
  والمطمئن الساكن، والطمأنينة السكون، واطمأن بالمكان إذا سكن ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا اَ۪طْمَأْنَنتُمْ}[النساء: ١٠٣] إلى الأرض.
الفصل الثاني: النزول
  قوله [تعالى]: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ} نزل في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وقوله: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُۥ مُطْمَئِنُّۢ بِالْإِيمَٰنِ} نزل في عمار بن ياسر، وقيل: نزلت في جماعة أكرهوا، وقيل: جاء عمار يبكي إلى رسول الله ÷ فنزلت الآية ذكره ابن عباس وقتادة، وقيل غير ذلك.
الفصل الثالث: المعنى:
  قوله تعالى: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِنۢ بَعْدِ إِيمَٰنِهِۦ} وهو مختار فعليه الغضب من الله والعذاب الأليم.
  قوله: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُۥ مُطْمَئِنُّۢ بِالْإِيمَٰنِ} معناه إلا من أكره على الكفر فكفر بلسانه، وقلبه معتقد للإيمان وساكن إليه، فلا إثم ولا حرج عليه.
الفصل الرابع: الأحكام: [مسائل في الإكراه]
  الآية تدل على أن من أكره على كلمة الكفر فلا حرج عليه، وتدل على أن الإيمان هو اعتقاد القلب مع قول اللسان خلاف من يقول إنه قول فقط، لأن الإيمان في الشرع هو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان.
  وفيه مسائل:
  الأولى: الإكراه: ولا يصح معنى الإكراه على الحقيقة إلا من قادر يصح منه أن يوقع بمن أكرهه ما أوعده به من قتل أو ضرب وجيع مجحف أو قتل أو قيد أو حبس طويلين أو قطع عضو.
  أما القتل وقطع العضو أو ما يؤدي إلا أحدهما من القيد والحبس المؤدي إلى