المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 197 - الجزء 2

الآية الثالثة: [في المسجد الحرام]

  قوله تعالى: {وَالْمَسْجِدِ اِ۬لْحَرَامِ اِ۬لذِے جَعَلْنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءٌ اِ۬لْعَٰكِفُ فِيهِ وَالْبَادِۖ}⁣[الحج: ٢٣].

الفصل الأول: اللغة:

  الحرام نقيض الحلال وهو الممنوع ومنه قوله تعالى: {هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ}⁣[النحل: ١١٦]، وقيل: في المسجد الحرام لأنه يحرم فيه ما لا يحرم في غيره نحو قتل الصيد وقطع الشجر ونحو ذلك مما منع منه لعظم حرمته قال الشاعر:

  فلولا أنني رجل حرام ... هصرت قرونها ولثمت فاها

  والعاكف هو المقيم الملازم للمكان، قال الشاعر:

  تركنا الخيل عاكفة عليهم ... مقلدة أعنتها صفونا

  ومنه الاعتكاف في المسجد وهو الإقامة والملازمة له يقال في تصريفه: عكف يعكف عكوفاً فهو عاكف ومعتكف، والبادي في الآية هو الطاري إلى المسجد الحرام وهو خلاف العاكف فيه والمقيم فيه، وأصله مأخوذ من الظهور فكأن الطاري ظهر بالمسجد الحرام لأنه أصله من بدا يبدو إذا ظهر، والبدو خلاف الحضر سمي لظهوره، ويقال: بدا إلى فلان أو بدا على الجبل إذا ظهر، (قال الشاعر:

  كأنما الجوزاء في أرساغه ... والنجم في جبهته إذا بدا)

  والبادي والمبدئ: هو الله تعالى لأنه بدأ الخلق فأظهره بعد أن لم يكن ظاهراً.

الفصل الثاني: النزول:

  قيل: نزلت الآية حين صدوا رسول الله ÷ يوم الحديبية عن دخول مكة، وقيل: هو عام في جميع الكفار.