المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: النزول:

صفحة 217 - الجزء 2

  فوجدت رجلاً معها رأيته بعيني وسمعته بأذني، فكره ذلك رسول الله ÷ حتى رأى الكراهة في وجهه فقال هلال: إني لأرى الكراهة في وجهك والله يعلم إني لصادق، وإني لأرجو أن يجعل الله فرجاً، فهم رسول الله ÷ بضربه واجتمعت الأنصار وقالوا: ابتلينا بما قال سعد أن يجلد هلال وتبطل شهادته فنزلت الايات فقال رسول الله [÷(⁣١)]: «يا هلال فإن الله قد جعل فرجاً» فقال: كنت أرجو ذلك، واجتمعا عند رسول الله ÷ فقال: «إن أحدكما كاذب فهل من تائب؟» فقال هلال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي لقد صدقت، فلاعَنَ بينهما فلما شهد هلال أربع مرات⁣(⁣٢) قال ÷: «اتق الله يا هلال فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وإن هذه الخامسة هي الموجبة»، فقال: هلال والله لا يعذبني عليها وشهد الخامسة، ثم شهدت المرأة أربع شهادات فقال عند الخامسة: «اتقي الله فإنها موجبة»، فهمت بالاعتراف ثم قالت: لا أفضح قومي، فشهدت الخامسة ففرق بينهما، وقضى أن الولد لها ولا يُدعى لأب، فهذه رواية هلال وامرأته.

  وأما الرواية الثانية فقيل: لما نزل قوله تعالى: {وَالذِينَ يَرْمُونَ اَ۬لْمُحْصَنَٰتِ} قرأها رسول الله ÷ على المنبر يوم الجمعة فقال عاصم بن عدي: جعلني الله فداك إن رأى رجل منا مع امرأته رجلاً فأخبر بما رأى جلد ثمانين وسماه المسلمون فاسقاً ولا تقبل شهادته أبداً وكيف لنا بالشهداء ونحن إذا التمسنا الشهداء كان الرجل قد فرغ من حاجته فإن قتله قُتل به وإن سكت سكت على غيظ شديد اللهم بيّن، وكان لعاصم ابن عم يقال له عويمر وله امرأة تسمى خولة ابنة قيس فأتى عويمر عاصماً فقال: رأيت شريك بن السمحاء على بطن


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) في (ب): شهادات.