المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى:

صفحة 218 - الجزء 2

  امرأتي خولة وكانا من بني أعمام عاصم أيضاً فاسترجع عاصم وأتى رسول الله ÷ في الجمعة الأخرى وقال: يا رسول الله أما إني ابتليت بالسؤال الذي سألت في أهل بيتي وقص قصة شريك وخولة، فقال ÷ لعويمر: «اتق الله في زوجتك وحليلتك وابنة عمك» فقال: يا رسول الله أقسم بالله لقد رأيت شريكاً على بطنها وهي حبلى ولم أقربها منذ أربعة أشهر، وأنكر شريك والمرأة ما ذكر فنزلت الآية، فأمر فنودي الصلاة جامعة ثم قال لعويمر: «قم» فقام وشهد أربع مرات: أشهد بالله أن خولة زانية وإني لصادق، وقال في الخامسة: لعنة الله على عويمر إن كان من الكاذبين فيما قال على خولة، ثم قال لخولة: «قومي» فقامت وشهدت أربع شهادات بالله إنه كاذب فيما رماها به وما هي بزانية وقالت في الخامسة غضب الله عليها إن كان صادقاً.

  ففرق بينهما ثم قال: «إن جاءت به كذا فهو لشريك، وإن جاءت به كذا فهو لغيره»، قال ابن عباس: فجاءت بأشبه خلق الله بشريك، فقال ÷: «لولا هذه الأيمان لكان لي ولها شأن». فهذا ما ورد في الروايتين.

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {وَالذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَٰجَهُمْ} يعني بالزنا.

  قوله: {وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَآءُ اِ۪لَّا أَنفُسُهُمْ} معناه شهداء يشهدون على قذفهم لأزواجهم {اِ۪لَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَٰدَةُ} الرجل {أَرْبَعَ شَهَٰدَٰتِۢ بِاللَّهِ إِنَّهُۥ لَمِنَ اَ۬لصَّٰدِقِينَ ٦} فيما رماها به من الزنا، {وَالْخَٰمِسَةُ أَن لَّعْنَتُ اُ۬للَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ اَ۬لْكَٰذِبِينَۖ ٧} فيما رماها به من الزنا.

  قوله: {وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا اَ۬لْعَذَابَ} معناه: يدفع عنها حد الزنا، وقيل: يدفع عنها حد الحبس.

  قوله: {أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَٰدَٰتِۢ بِاللَّهِ إِنَّهُۥ لَمِنَ اَ۬لْكَٰذِبِينَ ٨} يعني الزوج فيما