الفصل الثاني: النزول
  والفتيات جمع فتاة والفتاة هي الأمة، والفتى هو العبد في لغة العرب ومنه قوله تعالى: {تُرَٰوِدُ فَتَيٰهَا عَن نَّفْسِهِۦ}[يوسف: ٣٠]، لاعتقادهم أن يوسف # عبد لها.
الفصل الثاني: النزول
  قيل: نزلت الآية في عبدٍ لحويطب بن عبد العزى سأل مولاه الكتابة فأبى مولاه فنزلت الآية فكاتبه على مائة دينار ووهب له منها عشرين ديناراً وأداها.
  فأما قوله: {وَلَا تُكْرِهُواْ فَتَيَٰتِكُمْ عَلَي اَ۬لْبِغَآ۟} فنزلت في جارية لعبد الله بن أبي بن سلول أكرهها على الزنا بجعل، وقيل: في ست جوار له أكرههن كذلك فشكا بعضهن إلى رسول الله ÷ فنزلت الآية، ذكره مقاتل، وقيل: كان لعبد الله جارية وأسر رجلاً من قريش يوم بدر فأرادها الأسير فأبت الجارية وكانت مسلمة فأكرهها عبدالله بن أبي ورجا أن تحمل فيطلبه الأسير بفداء ولده، ذكره الزهري.
الفصل الثالث: المعنى
  قوله تعالى: {وَالذِينَ يَبْتَغُونَ اَ۬لْكِتَٰبَ} معناه يطلبون الكتابة من المماليك.
  قوله: {فَكَاتِبُوهُمْ} قيل: هو فرض وحتم إذا طلبه المملوك وعلم فيه الخير ذكره عطاء وعمرو بن دينار وهو قول داود، وقيل: ندب واستحباب عن أكثر العلماء.
  قوله: {إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراٗۖ} قيل: قدرة على كسب مال الكتابة وأدائها روي ذلك عن ابن عباس وابن عمر وابن زيد ومالك والثوري، وقيل: مالاً ذكره ابن عباس أيضاً والضحاك وعطاء، وقيل: الإسلام والوفاء ذكره الحسن، وقيل: صدقاً ووفاءً وأمانة ذكره إبراهيم وعبيدة وأبو صالح وابن زيد، وقيل: مالاً وأمانة ذكره طاوس وعمرو بن دينار، وقيل: صلاحاً في الدين وعملاً بالحق