الفصل الثالث: المعنى:
  معناه مجاهد، وقيل: لا حرج عليكم في التخلف عن الجهاد، ذكره ابن زيد والحسن وأبو علي، ورجح الحاكم رحمة الله عليه أن المراد برفع الحرج ها هنا في المؤاكلة قال: لأنه لم يجر ذكر الجهاد قبله ولا بعده.
  قوله: {وَلَا عَلَيٰ أَنفُسِكُمْ} قال أبو علي: هذا مبتدأ كلام قد انقطع مما قبله فأول الآية في الجهاد وهذا في الأكل، وقيل: بل كلها في الأكل وهذا متصل بما قبله ورجحه الحاكم، ومعناه: ولا حرج عليكم في الأكل من بيوتكم، قيل: كانوا يتحرجون في أكل الذي يجدون في بيوتهم إذا لم يعلموا من أين اكتسبوه فرخص لهم في ذلك، ثم رخص لهم ø في الأكل من البيوت المذكورة في الآية إلى بيوت الخالات فقيل: أباح تعالى الأكل من بيوت هؤلاء بغير إذن، وقيل: أبيح ما جرت العادة بأن مثله مباح لمن يخلف في بيته وكذلك(١) عطف عليه الصديق فقد جرت العادة بأن الصديق يأكل في بيت صديقه من غير إذن.
  قوله: {أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُۥ} قيل: ما ملكه الرجل في بيته، ذكره مجاهد، وقيل: معناه بيوت عبيدكم ومماليككم، ذكره الضحاك، وقيل: هو وصي اليتيم إذا كان فقيراً فله الأكل بالمعروف، وقيل: هو الوكيل والقيم على الضيعة والماشية فله الأكل بالمعروف ذكره ابن عباس، وقيل: هو المخلف في المنزل المأذون له في الأكل.
  قوله: {أَوْ صَدِيقِكُمْۖ} قيل: للإنسان أن يدخل منزله بغير إذن وأن يأكل من طعام صديقه ذكره الحسن وقتادة، وذكر بعضهم أنه يستوي حال المسلم والمعاهد في الإباحة.
  وقيل: هو الصديق في الدين لأن الغالب هنالك وجود الرضا، وقيل: إن الإباحة كانت ثابتة ثم نسخت، وقيل: أباح الأكل مع الإذن من بيوت هؤلاء
(١) كذا في الأصل، وفي نخ المؤلف: ولذلك.