المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الرابع: الأحكام: [إباحة الأكل من بيوت الأقارب وما يلحق بذلك]

صفحة 257 - الجزء 2

  وإن كانوا مخالفين في الدين، ذكر معناه أبو مسلم وهذا قول بعيد جداً.

  قوله: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاٗۖ} معناه مجتمعين أو مفترقين، فقيل: يأكل الغني مع الفقير في بيته ذكره ابن عباس، وقيل: يأكل وحده أو يأكل مع الضيف أو مع غيره.

  قوله: {فَإِذَا دَخَلْتُم بِيُوتاٗ فَسَلِّمُواْ عَلَيٰ أَنفُسِكُمْ} قيل: يسلم بعضكم على بعض، ذكره الحسن، وقيل: إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهليكم وعيالكم، روي ذلك عن ابن عباس وهو قول جابر وطاوس والزهري وقتادة والضحاك، وقيل: إذا دخلتم المساجد فسلموا على الذين فيها، وقيل: إذا دخلتم بيوتاً خالية قلتم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ذكره إبراهيم.

  وذكر أبو مسلم ما معناه أن الإباحة وقعت في الأكل من بيوت الكفار فأما السلام فخص به المسلمين فقال: {فَسَلِّمُواْ عَلَيٰ أَنفُسِكُمْ} ولو كانوا مسلمين لقال: فسلموا على أهلها، وليس هذا القول بشيء، ونظيره قوله تعالى: {أَنُ اُ۟قْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ}⁣[النساء: ٦٥].

  قوله: {تَحِيَّةٗ مِّنْ عِندِ اِ۬للَّهِ} قيل: تحية أمر الله بها، وقيل: تحية حياكم الله بها.

  قوله: {مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗۖ} قيل: بورك فيمن استعملها، وقيل: مباركة بالأجر طيبة بالمغفرة، وقيل: مباركة طيبة لما فيها من الأجر والثواب.

  قوله: {كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اُ۬للَّهُ لَكُمُ اُ۬لْأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَۖ ٥٩} معناه لتعقلوا معالم دينكم.

الفصل الرابع: الأحكام: [إباحة الأكل من بيوت الأقارب وما يلحق بذلك]

  الآية تدل على أحكام.

  وفيها مسائل:

  الأولى: في معنى هذه الإباحة في الأكل ومقدارها؛ فالذي أذن فيه الشرع ما جرت به العادة في جهتهم وكان عرفاً في بلادهم وهذا الذي تحمل عليه الآية ولا يحتاج إلى نسخ فيها والذي ذكرناه في العادة والعرف جوازه مما لا خلاف فيه فأما