المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 261 - الجزء 2

سورة الفرقان

  [فيها أربع آيات، (⁣١)]

الآية الأولى: [في طهارة الماء]

  قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ اَ۬لسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُوراٗ ٤٨}.

الفصل الأول: اللغة:

  السماء: كل ما علاك فأظلك فهو سماء، وكلما علا الشيء فأظل تحته: سماء ومنه سماء الفرس وهو ظهره، قال الشاعر:

  وأصفر كالدينار أما سماؤه ... فأرض وأما أرضه فمحول

  والسماء السحاب، ومنه قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ اَ۬لسَّمَآءِ} يريد من السحاب، والسماء المطر لنزوله من السحاب، قال الشاعر:

  تُعَفِّيها الروامس والسماء

  والسماء الكلأ لكونه من المطر، قال الشاعر:

  إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناها⁣(⁣٢) ولو كانوا غضابا

  وسماء الدنيا هي التي زينها الله [تعالى] بالنجوم وجعلها رجوماً للشياطين قال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا اَ۬لسَّمَآءَ اَ۬لدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلْنَٰهَا رُجُوماٗ لِّلشَّيَٰطِينِ}⁣[الملك: ٥]، وفوق هذه السماء سائر السموات.

  والطهور هو الماء الذي لم يخالطه غيره⁣(⁣٣) وهو المطهر لغيره وهو المقصود في


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) في (ب): رعيناه.

(٣) التي بخط المؤلف: عين. وما أثبتناه من الأصل و (ب).