المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 265 - الجزء 2

  به عند أئمتنا $، فأما أبو حنيفة فالمائعات عنده يتطهر بها، وإن كان الماء غالباً فالحكم له ولا يلتفت إلى ريح المغلوب ولا لونه ولا طعمه لأنه ليس بممازج.

  فصل: وقد فرق أصحابنا بين ما ينماع في الماء كالخل واللبن وبين ما لا ينماع كقطعة عنبر أو عود فقالوا ما لا ينماع مخالطته للماء مجاورة فلا يضر ريحه والذي ينماع مخالطته ممازجة فلا يتطهر به والشافعي لم يفرق بينهما إذا قد تغير أحد الأوصاف.

الآية الثانية: [في النوافل]

  قوله تعالى: {وَالذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداٗ وَقِيَٰماٗۖ ٦٤}.

الفصل الأول: اللغة:

  بات يفعل كذا بيتوتة: إذا فعل ذلك الليل وهو مقصود الآية ومنه قوله: {يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَيٰ مِنَ اَ۬لْقَوْلِۖ}⁣[النساء: ١٠٧]، قال الشاعر:

  فبات عليه سرجه ولجامه ... وبات بعيني قائماً غير مرسل

  والسجود: الخضوع والتواضع ومنه قوله [تعالى]: {يَسْجُدُ لَهُۥ مَن فِے اِ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِے اِ۬لْأَرْضِ}⁣[الحج: ١٨]، قال الشاعر:

  هل رامنا معشر ممن يحاربنا ... إلا أقروا لنا بالفضل أو سجدوا

  والسجود: التحية وكانت تحيتهم السجود كالمصافحة اليوم وهي باقية في العجم، قال الشاعر⁣(⁣١):

  قد كان ذو القرنين جدي مسلماً ... ملكاً تدين له الملوك وتسجد


(١) زاد في نسخة المؤلف التي بخطه بعد قوله (قال الشاعر): تبع.