الفصل الثاني: المعنى
  أشرك بك شيئاً ولم أتخذ من دونك ولياً.
  وقد روى من يختص بخدمة الهادي # أنه كان إذا لم يكن في حرب وراح بيته يبيت ليله قائماً ولا يعلم أحد بذلك فحرسه صاحبه ليلة من الليالي ليعلم ما فعل الهادي # في الليل إذا كان فارغاً عن الجهاد لأنه # كان أكثر وقته على سرج جواده ليلاً ونهاراً إلا القليل وأظهر ذلك للهادي # أنه يروح كجاري العادة ثم كمن في خلف الدار فعمد الهادي # مصلاه فبات ليلته يعبد الله [تعالى] وذلك الرجل يسمع وقع دموعه على الحصير إلى أن طلع الفجر وخرج فأحس بالرجل فقال: ما جاء بك قبل وقت عادتك أو ماذا معناه من الكلام، فقال الرجل: ما برحت هاهنا، فضاق الهادي # ضيقاً عظيماً وحرج على الرجل ألا يعلم أحداً في حياته فما اخبر الرجل إلا بعد وفاته وغيرهم من أهل البيت $ مما يطول ذكره ويخرجنا إلى غير الباب.
  الثالثة: أن من أحسن ما تعبد الله به العبد في اليوم والليلة خمسون ركعة ففي النهار ثلاث فرائض الظهر والعصر والفجر عشر ركعات وثمان ركعات قبل الظهر وأربع ركعات بعد الظهر: سنة الظهر وركعتان بعدهما وأربع قبل العصر وركعتا الفجر فهذه ثمان وعشرون ركعة في النهار، وفي الليل من الخمسين من الفرائض(١) المغرب والعتمة سبع ركعات وسنة المغرب ركعتان وركعتان أيضاً بعدهما وصلاة الوتر ثلاث ركعات وصلاة السحر ثمان ركعات فهذه اثنتان وعشرون ركعة في الليل.
  وأرجو أن من حافظ عليها دخل تحت الآية وهي قوله: {وَالذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداٗ وَقِيَٰماٗۖ ٦٤}.
(١) في الأصل: الفرض. وما أثبتناه من (ب).