المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 268 - الجزء 2

  وإنما رجحنا ذلك لما روى زيد بن علي أن أباه زين العابدين كان لا يفرط في صلاة الخمسين في اليوم والليلة، وقد روي عن ابن عباس أن من صلى في الليل ركعتين أو أكثر فقد بات لله ساجداً وقائماً وفي فضل الله ما يسع ما ذكره ابن عباس فقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «ركعتان في جوف اليل خير من الدنيا وما فيها».

الآية الثالثة: [في كيفية الإنفاق]

  قوله تعالى: {وَالذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يُقْتِرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَاماٗۖ ٦٧}.

الفصل الأول: اللغة

  الإسراف مجاوزة الحد ومنه قوله [تعالى]: {كَانَ عَالِياٗ مِّنَ اَ۬لْمُسْرِفِينَۖ ٣٠}⁣[الدخان]، والسرف الجهل والآية تحتمل المعنيين وهي قوله: «من المسرفين» ومنه يقال للفرش الزائد في الحد سرف لمجاوزته الحد، والإقتار التضييق في الإنفاق والتقليل فيه، والقوام بالفتح العدل، والقوام القامة، يقال: هو حسن القوام، والقِوام بالكسر للقاف ما يغني من العيش، وقِوام الأمر ملاكه، ويقال: فلان قوام أهله.

الفصل الثاني: المعنى

  قوله تعالى: {وَالذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يُقْتِرُواْ} قيل: السرف مجاوزة الحد في النفقة، والإقتار التقصير مما لا بد منه ذكره إبراهيم، وقيل: الإسراف أكل مال الله بغير حق ذكره عون بن عبد الله، وقيل: كسبوا طيباً وأنفقوا وبذلوا ذكره مقاتل.

  وقيل: الإسراف الإنفاق في معصية الله قلّ أم كثر والإقتار منع حق الله [تعالى] من المال ذكر ذلك ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وابن جريج وابن زيد وهذا هو الصحيح عندنا من الأقوال والأدلة تشهد له على ما نذكره إن شاء