المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الآية الرابعة: [فيما يحسن من الدعاء]

صفحة 273 - الجزء 2

  وما ادعيناه من علو أمرهما وارتفاع قدرهما [وظهور فخرهما⁣(⁣١)] فلم نذكره لكونهما من آبائنا $ بل لكونهما ممن هو يعتمد على قوله ويقتدى به فأمرهما معلوم ضرورة لمن عرف الأخبار وبحث عن السير والآثار ويكفيك قول المنصور بالله # وقد كتب إلى الكبير منهما شمس الدين يستنهضه للإمامة فقال في شعر إليه:

  أصدق ما قال به القائل ... ما أحوج السيف إلى الحامل

  يابن علي بن أبي طالب ... قم فانصر الحق على الباطلذ

  وادع وعندي أنها دعوة ... كاملة في رجل كامل

  فأنت لا أنطقها كاذباً ... عالم أهل البيت والعامل

  إلى قوله #:

  فالحِقُّ لا يبرك أعني بها ... نفسي مكان الجمل البازل

  فانظر كيف جعل المنصور بالله # نفسه الكريمة كالحق وهو الذي ابتدى عليه بالرحل وهو يضعف عن حمل الثقيل وجعل شمس الدين # كالبازل وهو الذي قد تناهى.

  وكذلك ولدهما السيد الإمام المقتدر بالله تاج الدين أحمد بن محمد $ وكذلك ولده المهدي لدين الله إبراهيم بن المقتدر بالله تاج الدين $ فإنه روي عنه # أنه ليلة عزم على القيام لما لزمته الحجة قال بلغ معه من الضيق تلك الليلة أعظم من ليلة مات والده.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).