المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: النزول:

صفحة 288 - الجزء 2

  والندم: هو الأسف على فعل ما فعل ثم يبدو له عنه وقد أمضاه ومنه قوله تعالى: {فَأَصْبَحَ مِنَ اَ۬لنَّٰدِمِينَ ٣٣}⁣[المائدة]، قال الشاعر:

  ندمت ندامة الكسعي لما ... رأت عيناه ما صنعت يداه

  وقال الثاني:

  ندمت ندامة الكسعي لما ... غدت مني مطلقة نوار

  والعرب تضرب بندامة الكسعي الأمثال وذلك أنه شبل عوداً من عيدان القياس فلما صلح قطعه قوساً وعمل من فروعه خمسة أسهم ثم خرج قرب ظلام اليل يطلب الصيد فعرض له خمسة من حمر الوحش فرمى الأول بسهم فأورى السهم النار فتصور أنه أخطأ ثم ارتجز في خطأ السهم ثم كذلك فعل بالباقي من الأسهم وهو يوري النار ويرتجز عند كل سهم فلما تصور أنه أخطأ ضرب بالقوس الأرض حتى كسرها فلما أصبح جاء والحمر كلها ميتة وكان كل سهم يخرج طائراً فيوري النار من وراء الحمار وهو يتصور خلاف ذلك فندم على كسر القوس فقطع إبهامه فضربت به العرب المثل في الندامة وهذا شيء عرض.

الفصل الثاني: النزول:

  قيل: نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهو أنه لما بعثه النبي # على صدقات بني المصطلق فخرجوا في لقائه متسلحين فرحاً به وإكراماً وتعظيماً لرسول الله ÷ فظن أنهم هموا بقتله وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية فرجع فقال لرسول الله [÷(⁣١)]: إنهم منعوا صدقاتهم، فغضب رسول الله ÷


(١) ما بين المعقوفين من (ب).