المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى:

صفحة 289 - الجزء 2

  وهمّ بغزوهم وبلغهم ذلك؛ فجاءوا إلى رسول الله # فذكروا له ذلك فبعث خالد بن الوليد فأخذ صدقاتهم ولم ير منهم إلا الطاعة فنزلت هذه الآية في الوليد.

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {يَٰأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ} معناه إن جاءكم أحد ممن يرتكب كبيرة لأنه لا يؤمن منه الكذب.

  قوله: {فَتَبَيَّنُواْ} إن قرئ بالباء والنون فمعناه تعرفوا حتى تعلموا الحقيقة، والبيان: هو الدلالة الموصلة إلى العلم، وإذا كانت القراءة بالثاء والتاء كان معناه: حتى تثبت عندكم حقيقته من الثبات.

  قوله: {أَن تُصِيبُواْ قَوْماَۢ بِجَهَٰلَةٖ} معناه تصيبوهم بقتلٍ أو قتال وأنتم لا تعلمون حقيقة الخبر الذي جاء به الفاسق.

  قوله: {فَتُصْبِحُواْ عَلَيٰ مَا فَعَلْتُمْ نَٰدِمِينَۖ ٦} معناه فتصبحوا نادمين على ما فعلتم لأجل الخبر الكاذب.

الفصل الرابع: الأحكام: [شهادة الفاسق وخبره]

  وفيه مسائل:

  الأولى: أن الفاسق المصرح لا تقبل شهادته ولا خبره مع سلامة الحال، والآية تدل عليه وقد ذكرنا ذلك في كتاب الموضع المسرع إلى كتاب المقنع في أصول الفقه وعليه الأكثر.

  الثانية: [أن⁣(⁣١)] الفاسق من جهة التأويل لا يقبل خبره عندنا وهو قول الأكثر من أئمتنا المتقدمين [$] وهو قول أبي علي وأبي هاشم، قال قاضي القضاة: وقول الشيخين أقيس، وقول الفقهاء أقرب إلى الآثار.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).