الفصل الأول: اللغة
سورة الحديد
  
نذكر منها آية وهي: [في ذكر النوافل]
  قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِے قُلُوبِ اِ۬لذِينَ اَ۪تَّبَعُوهُ رَأْفَةٗ وَرَحْمَةٗۖ وَرَهْبَانِيَّةً اِ۪بْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَٰهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا اَ۪بْتِغَآءَ رِضْوَٰنِ اِ۬للَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاۖ فَـَٔاتَيْنَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْۖ وَكَثِيرٞ مِّنْهُمْ فَٰسِقُونَۖ ٢٦}.
الفصل الأول: اللغة
  الرأفة: الرحمة ومنه قوله [تعالى]: {وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٞ فِے دِينِ اِ۬للَّهِ}[النور: ٢]، معناه لا تأخذكم رحمة عند الجلد، والرحمة العطف والرقة للمعطوف عليه، والرهبانية في الأصل: الرهبة ثم صارت اسماً لفعل المتعبد من العبادة ومواصلة الصوم وترك الطيبات والتخلي عن الناس.
  والكتاب: الجمع ومنه الكتيبة لاجتماعها ومنه: كتابة المكتوب وهو جمع حروفه، والكتاب الفرض والحكم ومنه قوله [تعالى]: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ اُ۬لصِّيَامُ}[البقرة: ١٨٢]، ومنه الصلاة المكتوبة، قال الشاعر:
  كتب القتل والقتال علينا ... وعلى المحصنات جر الذيول
الفصل الثاني: المعنى:
  قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِے قُلُوبِ اِ۬لذِينَ اَ۪تَّبَعُوهُ} قيل: الجعل من الله هو الأمر بالطاعات والترغيب في ثوابها، وقيل: جعل لهم ألطافاً تقربهم إلى فعلها وتدعوهم إليها ففعلوها، وقيل: بالإخبار والتعريف بحالهم كما يقال: عدّل القاضي فلانا وزكّاه إذا أخبر عن عدالته.
  قوله: {رَأْفَةٗ وَرَحْمَةٗۖ وَرَهْبَانِيَّةً اِ۪بْتَدَعُوهَا} قيل: خصالاً في الدين تكلفوها