المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 365 - الجزء 2

سورة المدثر

  

المذكور منها آيتان: [في وجوب التكبير والتطهر]

  قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ٣ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْۖ ٤}.

الفصل الأول: اللغة:

  الرب: هو السيد المالك، ومنه قوله تعالى: {اَ۪رْجِعْ إِلَيٰ رَبِّكَ فَسْـَٔلْهُ مَا بَالُ اُ۬لنِّسْوَةِ [اِ۬لَّٰتِے قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّۖ(⁣١)]}⁣[يوسف: ٥٠]، قال الشاعر:

  يا ربة القرط كل يدعي ولهاً ... أما كمثل الذي بي من هواك فلا

  والطهارة: نقيض النجاسة، والتطهير للثياب من القذر مأخوذ من التطهر وهو التنزه من كل قبيح.

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ٣} معناه عظم ربك ونزه عما لا يليق به، وقيل: تكبير الصلاة.

  قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْۖ ٤} قيل: طهر نفسك من المعاصي وعبر عن النفس بالثياب لأنها تشتمل على الإنسان واحتجوا بقول عنترة:

  فشككت بالرمح الأصم ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم

  وقال ابن عباس معناه: لا يكن لباسك حراماً، وقيل: طهر الأعمال فلا تلبس الثياب على معصية ذكر معناه ابن عباس أيضاً وأنشد:

  فإني بحمد الله لا ثوب فاجرٍ ... لبست ولا من غدرة أتقنع


(١) ما بين المعقوفين من (ب).