المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: المعنى

صفحة 96 - الجزء 1

  والسفر: أن يكون مسافة القصر فإنه يجوز⁣(⁣١) الإفطار وإن لم يكن جهد وهذا هو الصحيح وعليه أكثر المفسرين والعلماء.

  قوله: {فَعِدَّةٞ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَۖ} تقديره فأفطر فعدة من أيام أخر؛ إذ لا بد من الحذف والمراد معلوم.

  قوله: {وَعَلَي اَ۬لذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدْيَةُ} ذكر الهادي # أن معناه: وعلى الذين لا يطيقونه و «لا» محذوفة من اللفظ، والمعنى يدل عليها، وحذفها في مثل ذلك ظاهر في لغة العرب، هذا معنى ما ذكره # وهو ظاهر في اللغة العربية قال الله تعالى: {يُبَيِّنُ اُ۬للَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْۖ}⁣[النساء: ١٧٦]، معناه أن لا تضلوا، وقال شاعر العرب:

  نزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القرى أن تشتمونا

  يريد أن لا تشتمونا.

  فاقتضى مذهب الهادي # أنها نازلة في الكبير الهم والهمة، ومن جرى مجراهما ممن لا يرجو زوال علته، وهذا هو مذهبه [فيما ذكرنا⁣(⁣٢)] وهو رأي أهل البيت $ وكثير من العلماء، والصحيح ما ذكره # في الآية فهو # حجازي اللسان عالم بمعاني القرآن، وهذا [ظاهر⁣(⁣٣)].

  وقيل: إن قوله: {وَعَلَي اَ۬لذِينَ يُطِيقُونَهُۥ} راجع إلى المسافر والمريض، وهو أن الفطر يلزمهما مع الجهد وعليهما القضاء فقط، وإن لم يكن معهما جهد فهما مخيران بين الصوم والفدية، ولم يكن هذا التخيير للمقيم ثم نسخ ذلك، ذكر ذلك الأصم.


(١) في (ب): فإنه يجوز له.

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).

(٣) في (ب): وهذا هو الظاهر.