المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 194 - الجزء 1

الآية السادسة والثلاثون: [في ذكر محل الحرث من النساء]

  قوله تعالى: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٞ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّيٰ شِئْتُمْۖ وَقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُمْۖ وَاتَّقُواْ اُ۬للَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلَٰقُوهُۖ وَبَشِّرِ اِ۬لْمُؤْمِنِينَۖ ٢٢١}⁣[البقرة].

الفصل الأول: اللغة

  الحرث: الزرع، ومنه قوله {أَفَرَٰ۬يْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ٦٦}⁣[الواقعة] معناه: ما تزرعون. والبشارة: هي الخبر الذي يسرك حتى يظهر أثره في بشرة وجهك.

الفصل الثاني: النزول:

  ذكر ابن عباس وجابر أنها نزلت في اليهود لما قالوا إن الرجل إذا أتى المرأة من خلفها في قبلها خرج الولد أحول، فذكر [ذلك⁣(⁣١)] لرسول الله ÷ فنزلت الآية. وذكر الحسن أن اليهود أنكرت إتيان المرأة قائمة وباركة، فنزلت الآية بإباحته. وذكر ابن عباس أيضاً أن الأنصار كانت تنكر إتيان المرأة من دبرها في قبلها فنزلت الآية.

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٞ لَّكُمْ} معناه: محترث لكم، وهو المزدرع، ذكره ابن عباس والسدي. وقيل: ذو حرث لكم. وقيل: كحرث لكم، فحذف كاف التشبيه.

  قوله {فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّيٰ شِئْتُمْۖ} معناه: جامعوا كيف شئتم، ذكره مجاهد. وقيل: من أين شئتم، ذكره قتادة والربيع. وقيل: متى شئتم، ذكره الضحاك، وقد غلطه المفسرون.

  قوله: {وَقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُمْۖ}، قيل: بالطاعة فيما أمرتم به.

  قوله: {وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلَٰقُوهُۖ} معناه: ملاقون للجزاء على أعمالكم.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).