المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 235 - الجزء 1

الآية الثالثة والأربعون: [في النهي عن العضل]

  قوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ اُ۬لنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَّنكِحْنَ أَزْوَٰجَهُنَّ إِذَا تَرَٰضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِۖ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ اِ۬لْأٓخِرِۖ ذَٰلِكُمْ أَزْكَيٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُۖ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَۖ ٢٣٠}⁣[البقرة].

الفصل الأول: اللغة:

  الأجل: قد ذكرناه. والعضل: أصله: المنع وقيل: الحبس. وقيل أصله: التضييق والشدة. ويقال: داء عضال، إذا أعيا الأطباء.

الفصل الثاني: النزول:

  قيل: نزلت الآية في معقل بن يسار عضل أخته جميلة بنت يسار أن ترجع إلى الزوج الأول وهو عاصم بن عدي، وكانت تحب الرجوع وكان قد طلقها وأراد أن يردها، فحلف أخوها [لا ردها عليه⁣(⁣١)] فنزلت الآية فقرأها رسول الله ÷ على معقل فكفر يمينه وزوجها، ذكر ذلك الحسن وقتادة وجماعة من المفسرين. وذكر بعضهم أن الآية نزلت في جابر بن عبد الله الأنصاري عضل بنت عم له ومنعها عن المراجعة وكانت تحب ذلك.

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ اُ۬لنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} معناه: انقضت عدتهن.

  قوله: {فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} معناه: لا تمنعوهن ظلماً عن التزويج. قيل: المراد به التخلية. وقيل: هو خطاب الأولياء⁣(⁣٢) ونهي لهم عن عضل النساء عن النكاح. وقيل: هو خطاب للأزواج إذا طلقوهن⁣(⁣٣) سراً كيلا يتزوج النساء غيرهم


(١) في (ب): أن لا يردها.

(٢) في (ب): للأولياء.

(٣) في الأصل: طلقوا. وما أثبتناه من (ب).