المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: المعنى: [التعريض بالخطبة للمعتدة]

صفحة 257 - الجزء 1

  قوله: {وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً} قيل: لا تواعدوهن في السر، والمواعدة في السر تدعو إلى ما لا يحل، ومثله الخبر عن النبي ÷: «لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان». وقيل: هو الزنا، ذكره الحسن وإبراهيم وقتادة وجابر بن زيد والضحاك والربيع وعطاء وهي رواية عن ابن عباس. وكان الرجل يدخل على المرأة من أجل الريبة وهو يعرض بالنكاح فنهوا عن ذلك. وقيل: سِرًّا، أي: عهداً على الامتناع من تزويج غيركم، عن ابن عباس وسعيد بن جبير والشعبي. وقيل: لا تفوتيني نفسك فإني ناكحك، ذكره مجاهد. وقيل: هو إسرار عقدة النكاح في السر، عن ابن زيد. وقيل: السر الجماع، فمعناه: لا تصفوا أنفسكم بكثرة الجماع عن جماعة من العلماء، [وقد حكي ذلك عن ش⁣(⁣١)]. وقيل: لا تفصحوا بالنكاح، عن أبي علي.

  قوله: {إِلَّا أَن تَقُولُواْ قَوْلاٗ مَّعْرُوفاٗۖ} معناه: أن تعدوا عدة جميلة. وقيل: هو التعريض من غير تصريح، عن مجاهد.

  قوله: {وَلَا تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ اَ۬لنِّكَاحِ} قيل: لا تضمروا النكاح. وقيل: لا تثبتوا النكاح.

  قوله: {حَتَّيٰ يَبْلُغَ اَ۬لْكِتَٰبُ أَجَلَهُۥۖ} معناه: تنقضي العدة. ومعنى الكتاب: [هو⁣(⁣٢)] القرآن، معناه: [فرض الكتاب أجله وهو الذي فرض الله من العدة في الكتاب⁣(⁣٣)]. وقيل: الكتاب هو الفرض، ومنه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ اُ۬لصِّيَامُ}⁣[البقرة ١٨٣] و {كُتِبَ عَلَيْكُمُ اُ۬لْقِتَالُ}⁣[البقرة ٢١٦] معناه: فرض فمعناه على هذا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ فرض الله أجله، ذكر معناه الزجاج.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).

(٣) الذي في (ب): ينقضي الأجل الذي في القرآن من العدة.