[مسافة القصر]
[مسافة القصر]
  الرابعة: مسافة القصر وقد ذكرنا المسافة التي يجوز معها الإفطار في الآية الثالثة عشر من سورة البقرة عند قوله: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَيٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَۖ}[البقرة: ١٨٣]، ولا فرق بين المسافرين، ونحن نزيد نذكر المسافة هاهنا فلا نعدم مزيد فائدة في حجة أو تعليل أو خلاف فنقول: مسافة القصر عندنا ثلاثة أيام وهو قول زيد بن علي والنفس الزكية والناصر والسيد أبي عبدالله الداعي والسيدين الأخوين أبي طالب والمؤيد بالله على جميعهم السلام، وهو قول أبي حنيفة والثوري.
  قال أبو الحسن الكرخي: وهو مسيرة ثلاثة أيام سير الإبل ومشي الأقدام على القصد من ذلك ولا تعتبر في ذلك السرعة والإبطاء الخارجان عن العادة، وهو قول أبي حنيفة وهذا لا يبعد من قولنا.
  وذهب القاسم والهادي والباقر والصادق وأحمد بن عيسى والمتوكل على الله والمنصور بالله $ إلى أن أقل السفر بريد والبريد أربعة فراسخ والفرسخ ثلاثة أميال والميل ثلاثة آلاف ذراع بالذراع الأول، وعندي أنه الذراع المسمى بذراع الحديد عندنا لأن الهادي # جعل هذا الذارع في ديار صعدة، وحده وعلمه فهو إلى الآن معروف في ديارنا إلى صعدة وقدره محفوظ إلى الآن والله أعلم.
  وروي عن الباقرأيضاً: أن القصر يجب في ستة عشر فرسخاً وهو أربعة برد والأربعة البرد قد تكون في بعض الأحوال مسيرة ثلاثة أيام ثلاث مراحل للإبل ولا سيما مع الأحمال الثقيلة أو عسر الطريق.
  وعند أبي يوسف ومحمد إذا كان السفر قدر يومين وأكثر الثالث قصر.
  وروي عن محمد ثلاثة أيام كاملة، وقد ذكر عن السيد المؤيد بالله أنه قدر الثلاث المراحل واحداً وعشرين فرسخاً.